الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج من غير محجبة تكتنفه عدة مخاطر

السؤال

أنا شاب عمري 29 عاما, أحمل الجنسية الفلسطينية وأعيش بإحدى الدول الخليجية التي تكثر بها الفتن, وعندما وجدت القدرة المالية على الزواج بدأت بالبحث عن زوجة صالحة دينة تلبس الحجاب الشرعي, وذلك منذ ثلاث سنوات, وإلى الآن لم أوفق بعد، ووجدت خلال هذه الفترة عدة بنات ممن طاب لي الزواج منهن وممن أردن الزواج مني وبعد الاستخارة لا يحصل نصيب ولله الحمد ويذهب نصيبي لأسباب لا أجد لها علاقة بالدين مثل اختلاف الجنسية, أو لأنني بنفس الجنسية ولكن باختلاف جواز السفر, أو لأنني أعيش في إحدى الدول الخليجية وغيره من الأمور، وكثير من المقربين يقولون لي لا تطلب صاحبة اللباس الشرعي وتزوج واحدة ليست محجبة وحجبها وابتعد عن طلب الدين قليلا وغيره من الأمور التي يوسوسون لي بها, وأن عدم زواجي لأنني أطلب الدين وهذا للأسف ما يندر في بناتنا ولم أترك أي وسيلة أعلمها إلا وقد لجأت إليها أو أي شخص ثقة إلا وقد سألته، وسؤالي الأول: ماذا أفعل؟ وقد ضاقت نفسي كثيرا كثيرا لأنني أعيش وحيدا وأريد أن أحصن نفسي وأبتعد عما يغضب الله سبحانه وتعالى وأغض البصر عن المعاصي.
وسؤالي الثاني وأنا آسف للإطالة: هل هذا بلاء واختبار من رب العالمين؟ أي كيف أعلم أن هذا من البلاء والاختبار لي؟ أم هذا أصبح طبيعيا في أيامنا هذه؟ مع العلم أنني أقوم الليل بعد صلاة العشاء وأدعو كثيرا وأقوم بواجباتي تجاه الدين والحمد لله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد يكون هذا نوعا من البلاء يمتحن الله به صبرك، ولله عز وجل في ابتلائه عباده حكم كثيرة، ومنها معرفة الصابرين من غيرهم، ولمعرفة معنى الابتلاء وحكمته راجع الفتويين رقم: 104107، ورقم: 37968.

وعليك بالاستمرار في الدعاء وحسن الظن برب الأرض والسماء، فإنه سبحانه لن يخيب لك رجاء إن صدقت في الرجاء. ولمزيد الفائدة انظر الفتوى رقم: 119608، وهي عن آداب الدعاء.

ونوصيك بالاستمرار في البحث عن ذات الدين والخلق فإنها أرجى لأن تعرف لزوجها حقه عليها وأن تطيع ربها فيه وتكون عونا له في تربية الأولاد على الخير، ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.

ولا يلزم أن يكون عدم التوفيق إلى الزواج طلبك ذات الدين، كما أنه ليس عيبا أن يتأخر الزواج بسبب هذا الطلب العزيز فنعم الطلب هو، فلا تعجل إذن في الزواج من امرأة غير محجبة، فإنها إن رفضت الحجاب بعد الزواج بقيت بين أمرين أحلاهما مر: أن تطلقها، أو أن تبقيها في عصمتك على هذا الحال فتفسد عليك دينك ودنياك.

فعليك بالصبر والاستمرار في البحث عن المرأة الصالحة مع الاستعانة بالله أولا ثم بالخيرين من الناس، وستصل إلى مرادك إن شاء الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني