الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يفعل المرء إن كان الشيطان يوسوس له أن قرينه هو الذي يقرأ القرآن وأذكار الصلاة

السؤال

ذهبت إلى أحد الشيوخ للرقية الشرعية وذلك لأنه أصابني وسواس الموت فقال لي إن كانت حالة نفسية ستذهب إلى الطبيب النفسي وإن كان غير ذلك فسأعالجك ـ بإذن الله ـ ثم قرأ علي ولم يجد شيئا وقال لي هذا قرينك وسوف تشفى من هذه الحالة وقال لي اقرأ بعض الآيات على ماء واستحم به وفعلت فلم أجد تحسنا لمدة طويلة فقرأت على النت معلومات عن القرين فوجدت من بعض الأعراض أنه يتكلم على لسان المريض وهو يدري ويحس به، فهل هذا صحيح؟ لأنني أحس وكأنه يتكلم على لساني بكل الأذكار داخل الصلاة وأحاول أن أنطق أنا بلساني فأحس براحة وطمأنينة، ولكن أقول هذا ليس القرين، بل هي نفسي وأخاف إن صليت على هذا الوضع أن تكون صلاتي ليست صحيحة، لأن هذا القرين يقول معظم الأذكار، فما حكم هذه الصلاة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فننصحك بصرف ذهنك عن هذه الوساوس وأن تعمر وقتك بالأعمال الصالحة ولا بأس أن تعمل من الرقية الشرعية ما تيسر لك أو أن تستشير أحد الأطباء فيما يحصل لك، وأما القرين فهو مصدر الشر وليس مصدر الخير في الغالب فهو تارة يوسوس بالشر، ولذا جاء الأمر بالاستعاذة من شر وسوسته في سورة الناس: قل أعوذ برب الناس .... مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ {الناس:3-6}.

وتارة ينسي الخير، قال سبحانه: فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ {يوسف:42}.

وتارة يعدُ ويُمَنِّي، قال تعالى: يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً {النساء:120}.

وبناء عليه، فلا تسرسل معه في تشكيكه إياك ووسوسته لك بأنك لم تقرأ بنفسك الأذكار داخل الصلاة فاصرف ذهنك عن هذا ولا تشك في صحة صلاتك، بل أيقن أنك أنت الذي قرأت القرآن والأذكار واحرص على الصلاة في الجماعة وعليك بصحبة أهل الخير والتعاون معهم على البر والتقوى، والتواصى معهم بالحق والصبر، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، ويد الله مع الجماعة، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، كما في الحديث.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني