الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سوء خلق الزوج عيب تعذر الزوجة معه في طلبها الطلاق

السؤال

سألتكم بالله ألا تجعلوا هذه الاستشارة مقروءة للجميع وإنما لي فقط أدخل على إجابتها من خلال البريد، لأن زوجي وقرابتي يتابعون موقعكم، كما أرجوكم رجاء خاصا أن تردوا على استشارتي في أقرب وقت، فالمهلة معي يومان فقط رزقكم الله رؤيته وشكرا، وجزاكم الله خير الجزاء ونفس عنكم كرب الآخرة: عقد قراني على رجل مغترب قبلته لأنه ذا علم وفير وخلق حسن ومؤذن وإمام، وبعد العقد بخمسة أشهر اجتمعوا ليتفقوا على أمور الزواج وكان الأمر طيبا، وفي اليوم الثاني اتصل على أبي وهو غاضب وكان أسلوبه غير سوي ومن هنا نشأ خلاف بين الأهل وزوجي، والحق معنا، والآن أصبحت الأمور أقرب إلى الصلح ووالدي يقول 80%يكون الفراق لأن الذي يهمني هو الخلق، ولا نعرف الخلق إلا عند الغضب، وسؤالي هو: الوالد لا بد أن يأخذ رأيي في كل شيء، فإذا وافقت على الطلاق أو الخلع أدخل في الحديث الذي معناه: أيما امرأة طلبت الطلاق من غير ما بأس لم ترح رائحة الجنة ـ فكيف يمكنني أن أتناساه لأنه كان يزورني وهو حنون وأخلاقه حميدة، لكن مشكلته عند الغضب، ملاحظة: لم يتركنا الوالد والوالدة بمفردنا إلا في جلستين تقريبا من عشر إلى خمس دقائق، لكنه ضمني مرتين عندما جاء لأعطيه القهوة، وإذا حصل الصلح فكيف أعود إلى ما كنت عليه سابقا وأفضل؟ وإذا وجدت منه جفاء فكيف أتعامل معه؟ وكيف أتعامل مع غيرته، لأن غيرته شديدة جدا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن أردت طلب الطلاق أو الخلع من زوجك بسبب ما ظهر منه من سلوك يدل على سوء الخلق فلا إثم عليك في ذلك ـ إن شاء الله ـ ولا تكونين بذلك متعرضة للوعيد الوارد في الحديث المذكور، فإنما تنهى المرأة عن طلب الطلاق من غير بأس، قال السندي في شرح الحديث: أَيْ فِي غَيْرِ أَنْ تَبْلُغَ مِنَ الْأَذَى مَا تُعْذَرُ فِي سُؤَالِ الطَّلَاقِ مَعَهَا.

ولا ريب في أن سوء خلق الزوج عيب تعذر المرأة معه في طلب الطلاق، لكن ننصحك بالتريث والتشاور مع الأهل واستخارة الله عز وجل، واعلمي أن زوجك إن كان قد خلا بك خلوة صحيحة بمعنى أنها خلوة يمكن الوطء فيها عادة، فحكمها حكم الدخول وتثبت بها العدة عند الجمهور، وانظري الفتوى رقم: 43473.

وفيما يتعلق بكيفية التعامل مع زوجك أو التخلص من التعلق به في حال الطلاق ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني