السؤال
تركتني أمي ولم أكمل العام, وتزوجت ولم تتعرف عليّ, وعندما صار عمري عشرين سنة بحثت عنها وتعرفت عليها لكني لم أشعر بعاطفة الأمومة معها, وهي أيضًا لم تحسسني أنها أمي, ومرت السنون ومن وقتها وأنا مواظب على زيارتها كلما أتيت للبلد الذي هي فيه -من أجل الله فقط - فأنا لا أحبها, ولا أشعر أنها أمي يومًا ما, وعندما أصبحت في عقدي الخامس زرتها – كعادتي - وإذا بها تعاتبني: لماذا لا تحبني ولماذا لا تقول لي: يا أمي ولا ولا ...؟
وقد صدمت لماذا بعد كل هذه السنين تطلب مني هذا؟!
فصارت تغضب عليّ وتدعو عليّ, وكأن أحدًا يلقنها, فأدركت أنها مريضة, وفعلاً كانت كذلك, وعندما تأكدت من مرضها كلمتها بالهاتف, وعندما سمعت صوتي أخذت تدعو وتغضب عليّ, وبعد أسبوعين توفيت - وأنا الآن مشوش الفكر - فهل يقع غضبها عليّ؟ رغم أني بررتها بقدر استطاعتي - لكني لم أحبها يومًا - وهذا لا يؤاخذني الله عليه.
وإلى الآن لم أعرف سبب غضبها, رغم أني في بلد ثانٍ, ولم يحصل مني أي شيء يغضب الله ويغضبها, ومما زاد الطين بلة أن إخوتي من أمي يقولون لي: إنك أنت من قتلت أمك, والله إني سأجن, ما الذي حصل؟ لا أدري.