الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير: سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ...

السؤال

هناك فتاه في تويتر تشكك الناس في الدين, وهذه إحدى تغريداتها: "حتى أن الآية التي تتحدث عن عدد أصحاب الكهف مضحكة جدًّا, وكأنّ الله لا يعرف عددهم", أريد ردًّا أرد به عليها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الاستهزاء بالقرآن والاستخفاف به والتهوين من شأنه كفر بالله العظيم، ولا يقدم عليه مَن في قلبه مثقال ذرة مِن إيمان, وانظري الفتويين: 26193 - 140388.

وأما الآية الكريمة فإنها تتحدث عن اضطراب الناس واختلافهم في عدد أهل الكهف، وأما الله تعالى فقد صرَّحت الآية أنه يعلم عددهم، بل وصرَّح أيضًا أن بعض الناس يعلمون عددهم كذلك، حيث قال سبحانه: سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ {الكهف:22}.

قال الإمام ابن كثير - رحمه الله -:يقول تعالى مخبرًا عن اختلاف الناس في عدة أصحاب الكهف، فحكى ثلاثة أقوال، فدل على أنه لا قائل برابع، ولما ضعف القولين الأولين بقوله: رجمًا بالغيب, أي: قولًا بلا علم، كمن يرمي إلى مكان لا يعرفه، فإنه لا يكاد يصيب وإن أصاب فبلا قصد, ثم حكى الثالث وسكت عليه أو قرره بقوله: وثامنهم كلبهم، فدل على صحته، وأنه هو الواقع في نفس الأمر, وقوله: قل ربي أعلم بعدتهم, إرشاد إلى أن الأحسن في مثل هذا المقام رد العلم إلى الله تعالى، إذ لا احتياج إلى الخوض في مثل ذلك بلا علم، لكن إذا أطلعنا على أمر قلنا به, وإلا وقفنا. انتهى.

وقال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: وقد أعلم الله أن قليلًا من الخلق يعلمون عدتهم, وهم من أطلعهم الله على ذلك, وفي مقدمتهم محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأن قصتهم جاءت على لسانه فلا شك أن الله أطلعه على عدتهم. انتهى .

وقال ابن عباس: أنا من القليل الذين يعلمونه كانوا سبعة. انتهى, بل رويت عنه رواية ذكرها البغوي في تفسيره يذكر فيها أسماءهم واسم كلبهم, والله سبحانه وتعالى أعلم، وهذا كله يدل على عظيم جهل تلك الفتاة الملحدة, والتي نسأل الله لها الهداية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني