الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسائل بر وصلة الأب القاسي

السؤال

توفيت زوجتي, وتزوج أبي من امرأة أخرى, غير أنها سببت الكثير من المشاكل بيني وبين والدي؛ حتى استطاعت أن تبعدني عنه, وأنا الآن أسكن وحدي, وهي رغم ذلك ما زالت تختلق المشاكل, وتبحث عن أسباب لاختلاق المشاكل بيني وبين والدي, وقد حاولت جاهدًا كسب رضاه, فقد أصبح والدي غليظَ الطبع, قاسٍ, غيرَ حنون؛ حتى أن أبنائي لا يزورونه إلا بشق الأنفس خوفًا مني, ويذهبون إليه عنوة؛ لأنه بطبعه غير حنون بشهادة أخواتي, وفي كثير من الأحيان يوبخني لعدم زيارته, وقد نهاني أن أتركهم عند جدتهم لأمهم, وهو يريد بذلك أن يجعل من زوجته شبيهة بجدة أولادي, زد على ذلك أنه ليس لطيفًا مع أولادي حينما يزورونه - وأنتم تعرفون أن الطفل لا يريد الجفاء, بل يريد العطف والحنان - وأنا الآن حائر كيف أتصرف مع والدي الذي هو بطبعه جافٍ قاسٍ؟ وكيف أرغم أولادي على زيارته؟ وإذا زاروه فإنه لا يأبه بهم, ولا يبالي, وعندما لا يكون موجودًا تطردهم زوجة أبي في كثير من الأحيان, وفي أحد أيام الشتاء الماطرة دخلوا علينا مبلولي الثياب - وأعمارهم بين الثامنة والسابعة - فأسالك بالله - يا شيخي الجليل - أن تدعو لي ولوالدي أن يحببه فيّ, وهذه المعاملة جعلتني أجزم أنني مسحور أو أنه مسحور؛ لأنني عندما أهمُّ بالذهاب لزيارته ينتابني انقباض, وتوتر, وخوف, ولا بدَّ من قراءة آيات وأدعية, وعندما أكون في بيته أتخيل أنني في سجن, وتجدني أريد الخروج فقط.
بارك الله فيكم, وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله إصلاح أحوالكم, وأن يوفقنا وإياكم لما فيه البر والتواصل والتراحم, ونفيدك أنه لا حرج على المسلم في عمل الرقية الشرعية لنفسه - سواء كان مصابًا أم لا - واعلم أن الولد يجب عليه الحرص على إرضاء والده والبر به فيما لا يترتب عليه ضرر به لا يحتمل, وما دمت رجلًا عندك بيت فاحرص على استدعاء الوالد لبيتك دائمًا, وأكرمه بما تيسر من أنواع الأطعمة التي يشتهيها؛ وبهذا يحصل التواصل بينه وبين الأولاد, وإذا وجدت فرصة لزيارة بيته فقم بذلك, وحافظ على الأذكار المأثورة, وإذا شق عليك الجلوس في البيت فنسق معه زيارة لأحد أقاربكم, أو لبعض علماء الحي وأهل الفضل فيه, ويمكن أحيانًا الخروج به للفسحة والفرجة خارج المدينة. ويمكن مراجعة الفتويين: 97807 - 125221.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني