الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير قوله تعالى: وإذا قرأت القرءان جعلنا بينك وبين الذين لايؤمنون بالآخرة حجابا مستورا

السؤال

ما هو تفسير قوله تعالى: {وإذا قرأت القرءان جعلنا بينك وبين الذين لايؤمنون بالآخرة حجابا مستورا}؟
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالآية التي سألت عنها، قال عنها الإمام الطبري في تفسيره: يقول تعالى ذكره: وإذا قرأت يا محمد القرآن على هؤلاء المشركين الذين لا يصدقون بالبعث، ولا يقرّون بالثواب والعقاب، جعلنا بينك وبينهم حجابا، يحجب قلوبهم عن أن يفهموا ما تقرؤه عليهم، فينتفعوا به، عقوبة منا لهم على كفرهم. والحجاب ههنا: هو الساتر. انتهى.

وللمزيد من التوضيح أيضا يقول السعدي في تفسيره: أخبر تعالى عن عقوبته للمكذبين بالحق الذين ردوه وأعرضوا عنه، أنه يحول بينهم وبين الإيمان فقال: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ} الذي فيه الوعظ والتذكير، والهدى والإيمان، والخير والعلم الكثير. {جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا}. يسترهم عن فهمه حقيقة، وعن التحقق بحقائقه، والانقياد إلى ما يدعو إليه من الخير. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني