السؤال
السادة الأفاضل، بعد مطالعتي لكثير من فتاويكم على موقعكم الكريم، قررت أن أحافظ على صلاة الجماعة بقدر ما أستطيع ـ والحمد لله ـ تذوقت حلاوة الصلاة في المسجد جماعة، وثمة شيء يقض مضجعي ولا أدري أهو وسواس أم لا؟ في بعض الأحيان قد يتعذر علي أن أصلي جماعة، أي أن صلاة الجماعة تفوتني، بسبب ظروف العمل، وفي هذه الحالة يوسوس لي الشيطان بأن ما أتقاضاه من مال من هذا العمل الذي تسبب في ضياع صلاة الجماعة حرام، قياسا على البيع وقت صلاة الجمعة، والأمر لا يقتصر على العمل، فقد تضيع صلاة الجماعة لأسباب أخرى، على سبيل المثال لا الحصر، أثناء قضاء مصلحة من المصالح الدنيوية، أو أثناء حضوري إحدى الدورات التدريبية، ولا أريد أن أوسوس في هذا الشأن، لأنني أصبحت أحرم على نفسي أي منفعة تأتي من أي فعل قد يتسبب في ضياع صلاة الجماعة، دعوني أضرب لكم أمثلة حتى تتضح لكم الصورة كاملة: فأنا أعمل محاضراً في إحدى الجامعات الأجنبية مرتين في الأسبوع وتضيع مني صلاة الجماعة لصلاتي المغرب والعشاء، أنا لا أضيع الصلاة كلية حتى يخرح وقتها، فأنا أصلي أثناء الراحة منفردًا، ولا سبيل لي غير ذلك، ولكن الشيطان بدأ يوسوس لي أن ما أتقاضاه من أموال حرام، لأنه جاء من عمل تسبب في ضياع صلاة الجماعة، مثال آخر: أرغب في الالتحاق بدورات دراسية في أحد المراكز الأجنبية، وهو أمر اختياري وليس إجباريا، ولكن هذه الدورة الدراسية ستعود علي بالنفع الكثير في حياتي العملية، والحضور في هذه الدورة مرتين في الأسبوع، لكن الشيطان وسوس لي وجعلني أؤجل الالتحاق بهذه الدورة الدراسية، لأن صلاة الجماعة لصلاتي المغرب والعشاء ستضيع علي مرتين في الأسبوع بسبب هذه الدورة، أنا لا أضيع الصلاة كلية حتى يخرح وقتها، بل إنني أتحدث عن ضياع صلاة الجماعة، ولا سبيل لي أن أصليها مع أحد من الحاضرين في هذه الدورة، لأن معظمهم لا يعيرون اهتمامًا لصلاة الجماعة، وباختصار، أصبحت بعد أن بدأت في الالتزام بصلاة الجماعة أحرم على نفسي أي مال أتقاضاه من أي عمل قد يتسبب في ضياع صلاة الجماعة، وأحرم على نفسي أيضـًا أي منفعة تتأتى من أي فعل قد يتسبب في ضياع صلاة الجماعة، أحبكم في الله، وأثق في موقعكم الكريم جل الثقة، لأنه بفضل الله كان أحد الأسباب في بداية التزامي بصلاة الجماعة حتى تذوقت حلاوتها، ولكنني لا أريد لوساوس الشيطان أن تفسد عليّ هذا الفضل الكبير، فهل مالي حرام؟ وهل حضوري الدورة الدراسية سالفة الذكر حرام؟ وجزاكم الله خيرًا.