الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نذرت أن تصلي عشرين ركعة إذا فعلت وكررت معصية معينة، فكررتها مرارا

السؤال

كنت -والعياذ بالله- مدمنة على ذنب ما، وقد تبت منه ولله الحمد، وهذا الذنب لازمني منذ الصغر، وفي فترة عندما كان عمري 15 سنة سمعت شيخا على برنامج يتحدث عن النذور، وبأن من نذر أن يطيع الله فليطعه، ولا مناص من ذلك. فقلت حينها إنها فرصة لكي أجبر نفسي على ترك هذا الفعل بنذر شيء صعب، فنذرت أن أصلي عشرين ركعة إذ حدث وتكرر هذا الفعل، لكن ماذا أقول وقد كررته بعد هذا النذر لمدة أحد عشر عاما، وعمري الآن قارب 27 قبل أن أتوب منه من فترة قصيرة، والمصيبة أني من كثرة ما فعلته لا أعرف العدد بالضبط هل هو بالمئات أم تعدى الألف والله المستعان. والآن كلما أتذكر ذلك النذر أشعر وكأن جبلاً يطبق على صدري من كثرة عدد الركعات التي علي أداؤها والتي قد تصل للألوف، مع أني أستحق ما يجري لي بسبب معصيتي لله، لكن أخشى أن يدب الملل فيّ فأعود للتهاون من جديد.
سؤالي: هل من الممكن أن أكفر عن هذا الذنب بأي طريقة أم يجب علي تنفيذ هذا النذر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحمد لله الذي تاب عليك من هذا الذنب. وأما نذرك، فإن كنت نذرت الصلاة إذا ارتكبت هذا الذنب، ولم تأتي بلفظ يدل على التزامك بهذه الصلاة كلما تكرر هذا الذنب، فالواجب عليك أن تصلي هذا المقدار من الركعات، أو تكفري كفارة يمين واحدة، وأما إن كنت أتيت بلفظ دال على التكرار كأن قلت: كلما أذنبت فعلي أن أصلي هذا القدر من الركعات، فالواجب عليك لكل مرة فعلت فيها هذا الذنب: إما أن تصلي عدد الركعات التي نذرت صلاتها، أو أن تكفري كفارة يمين؛ لأن هذا النذر هو المعروف بنذر اللجاج والغضب؛ وانظري الفتوى رقم: 127259. ولبيان حكم تكرر الكفارة بتكرر الفعل انظري الفتوى رقم: 139887.

وإذا عجزت عن معرفة ما يلزمك من الركعات، أو الكفارات بيقين، فإنك تتحرين، فتفعلين ما يحصل لك به اليقين أو غلبة الظن ببراءة ذمتك؛ لأن هذا هو ما تقدرين عليه، والله لا يكلف نفسا إلا وسعها.

ونوصيك بالاستمرار على التوبة، وعدم الملل من الوفاء بما يلزمك الوفاء به؛ فإن مرضات الله تعالى هي أهم ما يسعى المسلم لتحصيله، وعلامة صدق توبتك أن تجتهدي في الوفاء بما يلزمك من فعل المنذور أو التكفير عنه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني