الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير حديث: ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة

السؤال

في الحديث عندما سأل صلى الله عليه وسلم: من أصبح منكم اليوم صائما؟ من عاد منكم اليوم مريضا؟ من أطعم منكم اليوم مسكينا؟ من تبع منكم اليوم جنازة؟ ثم قال: ما اجتمعن في امرئ إلا وجبت له الجنة ـ لدي سؤالان:
1ـ هل اجتمعن تعني في يوم واحد؟ أم أنه من فعل هذه الأربع في أي وقت من حياته حتى وإن كانت متفرقة تجب له الجنة؟.
2. ما معنى: وجبت له الجنة؟ وهل هذا يعتبر بمثابة ضمان؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحديث المذكور رواه مسلم وغيره بلفظ: مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ.

ومعنى: دخل الجنة ـ كما جاء في شرح مسلم للنووي: مَعْنَاهُ دَخَلَ الْجَنَّة بِلَا مُحَاسَبَةٍ وَلَا مُجَازَاة عَلَى قَبِيح الْأَعْمَال، وَإِلَّا فَمُجَرَّد الْإِيمَان يَقْتَضِي دُخُول الْجَنَّة بِفَضْلِ اللَّه تَعَالَى. اهـ

وما جاء في أحاديث أخرى من قوله صلى الله عليه وسلم: وجبت له الجنة ـ كما قال شراح الحديث: أي ثبت له، واستحق دخولها مع السابقين أو بغير سبق عذاب، وعلى ذلك فوجبت من الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم تعتبر ضمانا لدخول الجنة، إذا توفرت الشروط من التوحيد وانتفت الموانع من الشرك.. كقوله صلى الله عليه وسلم: من قال لا إله إلا الله، وكفر بما يُعبد من دون الله.. الحديث رواه مسلم.

والظاهر من قوله صلى الله عليه وسلم: من أصبح منكم اليوم.. أن ذلك الوعد الكريم مرتب على اجتماع الخصال المذكورة في يوم واحد وليس في أيام متفرقة، مع أن كل واحدة من هذه الخصال وحدها قربة عظيمة مأجور فاعلها عند الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني