الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير: ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين

السؤال

أشكل علي فهم هذا الآية الكريمة: ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين ـ إذ توجد العديد من الثمرات فيها أكثر من زوجين والعديد من الثمار فيها زوج واحد، فما هو التفسير الصحيح؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بين المفسرون أن المراد من الزوجين تعدد الأصناف كالحلو والحامض، ولا مانع أن تكون أكثر من اثنين، ويحتمل في الزوجية وجود نوع الذكورة والأنوثة، كما هو مشاهد في النخيل، قال ابن جزي في تفسيره: زَوْجَيْنِ اثنين ـ يعني صنفين من الثمر: كالأسود والأبيض، والحلو والحامض، فإن قيل: تقتضي الآية أنه تعالى خلق من كل ثمرة صنفين، وقد خلق من كثير من الثمرات أصنافا كثيرة، والجواب: أن ذلك زيادة في الاعتبار، وأعظم في الدلالة على القدرة، فذكر الاثنين، لأن دلالة غيرهما من باب أولى، وقيل: إن الكلام تم في قوله: وَمِن كُلِّ الثمرات ـ ثم ابتدأ بقوله: جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ ـ يعني الذكر والأنثى، والأول أحسن.

وجاء في تفسير العز بن عبد السلام: زوجين اثنين ـ أحدهما ذكر وأنثى كفحال النخل وإناثها، وكذلك كل النبات وإن خفي والزواج الآخر حلو وحامض، أو عذب وملح، أو أبيض وأسود، أو أحمر وأصفر، فإن كل جنس من الثمار نوعان، فكل ثمرة ذات نوعين زوجين، فصارت أربعة أنواع. اهـ.

وحمل الآية الرازي على أن المراد بالزوجية ما كان في بداية الخلق، حيث خلق من كل نوع من النبات زوجين وتوالد منهما باقي النبات، كما في حال الناس، فقد قال في تفسيره: المراد بزوجين اثنين: صنفين اثنين، والاختلاف إما من حيث الطعم كالحلو والحامض، أو الطبيعة كالحار والبارد، أو اللون كالأبيض والأسود، فإن قيل: الزوجان لا بد وأن يكون اثنين، فما الفائدة في قوله: زوجين اثنين ـ قلنا: قيل إنه تعالى أول ما خلق العالم وخلق فيه الأشجار خلق من كل نوع من الأنواع اثنين فقط، فلو قال: خلق زوجين، لم يعلم أن المراد النوع أو الشخص، أما لما قال اثنين علمنا أن الله تعالى أول ما خلق من كل زوجين اثنين لا أقل ولا أزيد، والحاصل أن الناس فيهم الآن كثرة إلا أنهم لما ابتدؤوا من زوجين اثنين بالشخص هما آدم وحواء، فكذلك القول في جميع الأشجار والزرع، والله أعلم. اهـ من تفسير الفخر الرازي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني