الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير قوله تعالى: وأنزل لكم من الأنعام

السؤال

س: هل ما قاله القرطبي: إن الله تعالى خلق هذه الأنعام في الجنة ثم أنزلها إلى الأرض، كما قيل في قوله تعالى: وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد {الحديد : 25} فإن آدم لما هبط إلى الأرض أنزل معه الحديد ـ قطعي الثبوت، قطعي الصحة وعليه الإجماع، خصوصا نزول الأنعام؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن القرطبي لم يذكر هذا الكلام في تفسيره على سبيل الجزم به والقطع بصحته، وإنما ذكره على أنه قول من الأقوال، ولذا عبر بلفظ: وقيل ـ وقدم عليه أقوالا أخرى، وهذا يدل على عدم الإجماع عليه، فقد قال في تفسيره: وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج ـ أخبر عن الأزواج بالنزول، لأنها تكونت بالنبات، والنبات بالماء المنزل، وهذا يسمى التدريج، ومثله قوله تعالى: قد أنزلنا عليكم لباسا {الأعراف: 26} الآية، وقيل: أنزل أنشأ وجعل، وقال سعيد بن جبير: خلق، وقيل: إن الله تعالى خلق هذه الأنعام في الجنة، ثم أنزلها إلى الأرض، كما قيل في قوله تعالى: وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد {الحديد: 25} فإن آدم لما هبط إلى الأرض أنزل معه الحديد، وقيل: وأنزل لكم من الأنعام ـ أي أعطاكم، وقيل: جعل الخلق إنزالا، لأن الخلق إنما يكون بأمر ينزل من السماء، فالمعنى: خلق لكم كذا بأمره النازل. اهـ.

وراجع الفتوى رقم: 71060.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني