الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من حلف ألا يأخذ شيئا ثم بدا له أن يأخذه لحاجته إليه

السؤال

أعطتني إحدى قريباتي مالا، وحلفت ألا آخذه، وكنت غضبانة، لكنني نويت وأنا أحلف أنني لن آخذه، ولكنني بعد ذلك تذكرت أن علي دينا وقلت سوف آخذ المال وأسدد به الدين.
فهل يجوز لي أن أسدد الدين بهذه النقود؟ وهل إذا فعلت ذلك تكون علي كفارة يمين بسبب حلفي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان الأمر على ما ذكرت من كونك قد حلفت ألا تأخذي المال المذكور من قريبتك، فهذه يمين منعقدة, ولا يصح التراجع عنها, فالتراجع عن اليمين إنما يصح إذا كان بالاستثناء كأن يقول: الشخص إن شاء الله، سواء كانت يمين بر أو حنث، وأما إذا لم يحصل استثناء، أو حصل بعد طول وقت، أو فصل بكلام أجنبي. فإن التراجع لا يصح. وسبق بيان شروط الاستثناء، ومتى يصح بالتفصيل وأقوال أهل العلم في الفتويين: 64013، 65900.

وعلى هذا، فإذا أخذت المال المذكور من قريبتك لسداد دين أو لغرض آخر, فهذا جائز، لكن تلزمك كفارة يمين لحصول الحنث. وإذا كانت المصلحة تقتضي تحنيث نفسك، فافعلي ذلك، وأخرجي كفارة يمين امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم: من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها، فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه. رواه مسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني