الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما معنى قول رسول الله لأصحابه عند المعتبة: ما له ترب جبينه؟

السؤال

ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه عند المعتبة: ما له ترب جبينه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أخرج البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم سبابًا، ولا فحاشًا ولا لعانًا، كان يقول لأحدنا عند المعتبة: ما له ترب جبينه.

قال الحافظ ابن حجر في بيان معناها: قوله: ما له ترب جبينه ـ قال الخطابي: يحتمل أن يكون المعنى خر لوجهه فأصاب التراب جبينه، ويحتمل أن يكون دعاء له بالعبادة كأن يصلي فيترب جبينه، والأول أشبه؛ لأن الجبين لا يصلى عليه، قال ثعلب: الجبينان يكتنفان الجبهة، ومنه قوله تعالى: وتله للجبين ـ أي ألقاه على جبينه ـ قلت: وأيضًا فالثاني بعيد جدًّا؛ لأن هذه الكلمة استعملها العرب قبل أن يعرفوا وضع الجبهة بالأرض في الصلاة، وقال الداودي: قوله: ترب جبينه ـ كلمة تقولها العرب جرت على ألسنتهم، وهي من التراب أي سقط جبينه للأرض, وهو كقولهم رغم أنفه، ولكن لا يراد معنى قوله ترب جبينه، بل هو نظير ما تقدم في قوله تربت يمينك أي إنها كلمة تجري على اللسان ولا يراد حقيقتها. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني