الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تنعقد اليمين بمجرد النية بل لابد من التلفظ بها

السؤال

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الرائع، حيث إني أثق فيكم كثيـرا.
أريد أن أسأل: أنا فتاة مصابة بالوسواس القهري بجميع أنواعه، ودائما مشتتة الأفكار، وكثيرة التردد حيث إني كرهت حياتي.
مؤخرا أصبت بوسواس في الحلف، حيث إنني أحلف كثيرا في نفسي بدون جهر أي بدون صوت، بدون إرادة، وأحيانا لا أعرف هل حلفت بوسواس أم قصد؟ وكنت قد قرأت في كثير من الفتاوى أن اليمين لا تنعقد إلا بالتلفظ، وأنا أتبع المذهب المالكي. وذكرتم أن هناك خلافا في المذهب بأن حديث النفس يكفي لانعقاد اليمين. ما حكم هذا الخلاف عند المالكية؟
أفيدوني أحس أن أعمالي كلها باطلة، وأشك في كل شيء أريد أن أعيش هادئة مطمئنة.
أفيدوني ماذا أفعل؟ وهل يجوز أن آخذ بقول الجمهور بأن اليمين لا تنعقد إلا باللفظ؟ وماذا عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي ما توسوس به نفسها ما لم تتلفظ به أو تعمل. حيث إني لا أتذكر على ماذا حلفت وهل تم الحنث أم لا !!
أفيدوني أرجوكم حيث إن فيها مشقة كبيرة، وأنا أكاد أن أنتحر من هذا الوسواس اللعين، وحيث إني ببلاد لا يوجد بها أطباء نفسيون ذوو كفاءة. أحلف على أشياء ماضية ليس لها فائدة، لم أعد أتحمل هذا الوسواس، لا أستطيع النوم جيدا ولم أعد أتحمل.
رأسي يكاد أن ينفجر من هذه الأفكار الوسواسية.
منذ 4 سنوات كان لدي وسواس في الصلاة والوضوء، ولكن تغلبت عليه، والآن وسواس في الحلف.
أفيدوني أرجوكم ما حكم هذا الخلاف عند المالكية وماذا أفعل؟
أفيدوني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يعافيك، وأن يكشف ضرك، واعلمي أن الوسواس داءٌ عُضال، إذا تحكم من قلب العبد أوقعه في شرٍ عظيم، وجره إلى عواقب وخيمة، وأفسد عليه أمر دينه ودنياه. فالواجبُ على من ابتليَ به أن يُجاهد نفسه في التخلص منه، وأن يعلم أن طريق ذلك هو الإعراضُ عن الوسواس جملة، وعدم الالتفات إليه، وسؤال الله العافية منها؛ ولمعرفة علاج الوسوسة راجعي الفتوى رقم: 161171
واليمين لا تنعقد بمجرد النية، بل لا بد من التلفظ باليمين عند أكثر أهل العلم، وهو الصواب؛ لما جاء في الحديث: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تتكلم . متفق عليه. وانظري الفتوى رقم: 117031 .

ثم إن الموسوس من الجائز والأصلح له، أن يأخذ بأيسر الأقوال وأرفقها بحاله، ولا يعتبر ذلك من الترخص المذموم، كما بيناه في الفتوى رقم: 181305.

فالمنبغي لك الأخذ بقول جمهور العلماء بأن اليمين لا تنعقد إلا بالتلفظ بها، لتغلقي على نفسك باب الوسوسة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني