الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رتبة حديث: إِنِّي لَأَعْرِفُ قَوْمًا يَضْرِبُونَ صُدُورَهُمْ ضَرْبًا يَسْمَعُهُ أَهْلُ..

السؤال

روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إني لأعرف قوما يضربون صدورهم ضربا يسمعه أهل النار، وهم الهمازون اللمازون الذين يلتمسون عورات المسلمين ويهتكون ستورهم ويشيعون فيهم من الفواحش ما ليس فيهم ـ فما صحة هذا الحديث؟ وما تفسيره؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا الحديث رواه عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان في كتابه: التوبيخ والتنبيه ـ بإسناد ضعيف جدا، فقال: حدثنا محمد بن سهل بن سلمة، نا حفص بن عبد الله قاضي نيسابور، ثنا أبو بكر الهذلي عن خالد ـ يعني الربعي ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إِنِّي لَأَعْرِفُ قَوْمًا يَضْرِبُونَ صُدُورَهُمْ ضَرْبًا, يَسْمَعُهُ أَهْلُ النَّارِ، قِيلَ: مَنْ هُمْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ: هُمُ الْهَمَّازُونَ اللَّمَّازُونَ، قِيلَ: مَنْ هُمُ الْهَمَّازُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الَّذِينَ يَلْتَمِسُونَ عَوْرَاتِ الْمُسْلِمِينَ، وَيَكْشِفُونَ، وَيُفْشُونَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْفَوَاحِشِ مَا لَيْسَ فِيهِمْ. الحديث.

قال محقق الكتاب: إسناده ضعيف جدا، في سنده أبو بكر الهذلي اسمه سلمى بن عبد الله أخباري، قال الحافظ: متروك الحديث ـ وقال النسائي: ليس بثقة، وقال ابن المديني: ضعيف جدا، وضعفه الذهبي وأبو زرعة. انتهى.

كما أن خالد الربعي ضعفه ابن معين، ورواه ابن الشجري في أماليه، وحيث إن الحديث بهذا الضعف، فلا يمكن أن نثبت به حكما أو خبرا ولو استئناسا، ولم نقف بعد البحث على من شرحه، وإن كانت ألفاظه ظاهرة معلومة، لا تخفى على جمهور الناطقين بالعربية، ونزيد بعض ألفاظه توضيحا: الهماز: هو المغتاب للناس، وقيل الهماز الذي يذكر الناس في وجوههم، واللماز: هو الذي يذكرهم في مغيبهم، ويفشون عليهم من الفواحش ما ليس فيهم: أي ينشرونها ويذيعونها عليهم وهم منها برآء، وللفائدة يرجى مراجعة الفتوى رقم: 1039.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني