السؤال
هناك فتاة هندوسية تريد الزواج بي، وعندما أخبرتها أنني لا أستطيع الزواج بهندوسية، قالت: إنها توافق على التحول إلى لإسلام من أجلي فقط، وقد علمت أنها فقدت عذريتها من الزنا مع شاب، فما حكم الزواج بها؟.
هناك فتاة هندوسية تريد الزواج بي، وعندما أخبرتها أنني لا أستطيع الزواج بهندوسية، قالت: إنها توافق على التحول إلى لإسلام من أجلي فقط، وقد علمت أنها فقدت عذريتها من الزنا مع شاب، فما حكم الزواج بها؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمسلم الزواج من الكافرة بنص كتاب الله تعالى، كما قال سبحانه: وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ {البقرة:221}.
فإذا كان الأمر كذلك لم يجز لك الزواج من هذه الفتاة الهندوسية، فالزواج منها باطل، ومعاشرتها والحالة هذه زناً، ومجرد إعلانها الدخول في الإسلام من أجل الزواج بك فقط لا يسوغ لك الزواج منها، فقد ذكر أهل العلم أن من شروط لا إله إلا الله: اليقين المنافي للشك، ودليله قول الله عز وجل: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ {الحجرات:15}.
هذا من جانب، ومن جانب آخر، فإن العلماء قد عرفوا الإسلام بأنه: الاستسلام لله بالوحدانية، والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله، ودليله قوله سبحانه: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {البقرة:256}.
ومن أقوال المفسرين في معنى العروة الوثقى أنها كلمة التوحيد: لا إله إلا الله، فنصيحتنا لك أن تبحث عن امرأة مسلمة تعينك في أمر دينك ودنياك، ففي الصحيحين عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك.
وروى مسلم عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة.
وإذا كنت على علاقة عاطفية مع هذه الفتاة فالواجب عليك قطعها، فإنها أجنبية عليك. واحذر من أن تقع في الفتنة والفواحش، ولكن إذا شرح الله صدر هذه الفتاة للإسلام وأسلمت حقا بغض النظر عن الغرض من إسلامها جاز الزواج منها، والإسلام يجب ما قبله.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني