الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إعراب ومعنى قوله تعالى: تَؤُزُّهُمْ أَزًّا

السؤال

قال تعالى: "إنَّا أرْسَلْنا الشَياطينَ على الكافِرينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً" هل جملة: "تَؤُزُّهُمْ أَزًّا" في محل نصب حال، أو هي جملة تعليلية لإرسال الشياطين، أي: إنَّا أرْسَلْنا الشَياطينَ على الكافِرينَ لتَؤُزُّهُمْ أَزًّا؟ وماذا أفادت كلمة تَؤُزُّهُمْ؟ وما بلاغتها ؟
جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجملة: "تؤزهم.." في محل نصب؛ حال من الشياطين؛ أي: حال كون تلك الشياطين تؤزهم أزًّا، ويمكن أن يقال: في محل رفع على الاستئناف إجابة لسؤال مقدر: ماذا تفعل بهم الشياطين؟ فيقال: تؤزهم أزًّا..

وهذان الإعرابان ذكرهما أهل التفسير، وعلى الأول أكثرهم؛ جاء في روح البيان لإسماعيل حقي الحنفي: أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ" .. حال كون تلك الشياطين تَؤُزُّهُمْ أَزًّا أي تغريهم. وجاء في البحر المديد في تفسير القرآن المجيد: ... وجملة (تَؤُزُّهُمْ): حال مقدرة من الشياطين، أو استئناف وقع جوابًا عن صدر الكلام، كأنه قيل: ماذا تفعل بهم الشياطين؟ قال: (تَؤُزُّهُمْ أَزًّا). اهـ.

وقد أفادتنا أو صورت لنا كلمة "تؤزهم" -التي هي فعل مضارع مؤكد بالمصدر- ما عليه الكفار من اضطراب وتناقض في العقيدة والتفكير، وهي استعارة من أزيز المرجل إذا اشتد غليانه، قال ابن عاشور في التحرير والتنوير: شَبَّهَ اضْطِرَابَ اعْتِقَادِهِمْ، وَتَنَاقُضَ أَقْوَالِهِمْ، وَاخْتِلَاقَ أَكَاذِيبِهِمْ بِالْغَلَيَانِ فِي صُعُودٍ وَانْخِفَاضٍ، وَفَرْقَعَةٍ وَسُكُونٍ، فَهُوَ اسْتِعَارَةٌ، فتأكيده بالمصدر ترشيح. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني