الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير قوله تعالى: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ...

السؤال

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
وفي بعض رواياته: ولا يعلمه ملك مقرب، ولا نبي مرسل. وقول أبي هريرة في بعض رواياته: (واقرؤوا إن شئتم: فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ).
وسؤالي: هل هذه الرواية، وهذه الآية خاصة فقط بأصحاب قيام الليل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن هذه الآية لا تخص قيام الليل، بل هي تعم الأعمال الصالحة، كما يدل له قوله تعالى: "أعددت لعبادي الصالحين ..."

وقد اختلف في التجافي المذكور في قوله تعالى: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ {السجدة:16}. هل يراد به قيام الليل، أم يراد به غيره من الطاعات؟

قال ابن العربي: قوله تعالى:{ تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون }. فيها ثلاث مسائل:

المسألة الأولى: المضاجع جمع مضجع, وهي مواضع النوم. ويحتمل وقت الاضطجاع, ولكنه مجاز، والحقيقة أولى, وذلك كناية عن السهر في طاعة الله تعالى.

المسألة الثانية: إلى أي طاعة الله تتجافى؟ وفيه قولان: أحدهما: ذكر الله . والآخر الصلاة. وكلاهما صحيح, إلا أن أحدهما عام, والآخر خاص.

فإن قلنا: إن ذلك في الصلاة, فأي صلاة هي؟ في ذلك أربعة أقوال, وهي:

المسألة الثالثة: الأول: أنها النفل بين المغرب والعشاء. قاله قتادة.

الثاني: أنها العتمة. قاله أنس، وعطاء.

الثالث: أنها صلاة العتمة، والصبح في جماعة. قاله أبو الدرداء.

الرابع: أنه قيام الليل. قاله مجاهد, والأوزاعي, ومالك. قال ابن وهب: هو قيام الليل بعد النوم, وذلك أثقله على الناس, ومتى كان النوم حينئذ أحب، فالصلاة حينئذ أحب وأولى. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني