الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السعادة الآنية يجدها المسلم والكافر بخلاف السعادة الحقيقية

السؤال

هل كل شخص سيشعر بالسعادة وانشراح الصدر في الدنيا حتى لو فعل عمل خير من أجل الرياء ولم يريد ابتغاء وجه الله؟ فمثلا: قمت لرجل عجوز في وسائل المواصلات وأجلسته مكاني، ولكنني فعلت ذلك ليقول عني الناس أنني محترم، وفي نفس الوقت لكي يقتدي بي الآخرون ليفعلوا ما فعلت مع كبار السن الواقفين، فهل ذلك حرام؟ وهل يمنع ذلك الشعور بالسعادة وانشراح الصدر؟ وهل كل من فعل ذلك من مسلم أو غير مسلم سيشعر بسعادة أم لا؟ أرجو التوضيح.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن احترام الأكابر والمعاملة الحسنة وحسن المعاشرة وما أشبهها من الأخلاق الفاضلة إذا فعلها العبد بنية دنيوية، فليس مرائيا وليس عليه إثم، وإن فاته الأجر، وراجع الفتوى رقم: 174409.

وبمراجعتها تعلم أن ما قصدت به نيل محبة الناس من هذه الأخلاق التي لا تكون عبادة إلا بالنية، فإنك لا تأثم عليه، وإن أضفت لهذا الغرض نية مرضاة الله تعالى والتقرب إليه كان ذلك حسنا وكنت مأجورا على هذا.

وأما ما كان عبادة محضة كالصلاة ونحوها، فإرادة الناس به هي الرياء المذموم المحرم الذي هو كبيرة من الكبائر، وقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم شركا أصغر.

واعلم أن الشعور بالسعادة الآنية قد يحصل للمسلم والكافر بهذه الأعمال وما أشبهها من الأمور الدنيوية، لأن الكافر يجزى في الدنيا على إحسانه وقد ينال نسبة من السعادة بسبب ذلك، فقد روى مسلم في صحيحه عن أنس ـ رضي الله عنه ـ أنه حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الكافر إذا عمل حسنة أطعم بها طعمة من الدنيا، وأما المؤمن: فإن الله يدخر له حسناته في الآخرة، ويعقبه رزقاً في الدنيا على طاعته.

وأما السعادة الحقيقية: فلا سبيل لنيلها إلا بالإيمان والعمل الصالح، كما قال الله تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً {النحل:97}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني