الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من يدعي أن نسبه يرجع إلى آل بيت رسول الله

السؤال

يوجد في بلاد ما وراء النهر أناس يدعون أنهم من ذرية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهم يتكلمون باللغات الأعجمية، ولبعضهم شجرة نسب، وبعضهم يقولون إنهم فقدوها في الأزمنة الماضية. وبعضهم يأكل الزكاة، وبعضهم لا يأكلها، ولا يتصاهرون مع الأعاجم، والعلماء يصدقونهم في دعواهم إلا بعض الجهال ينكرون عليهم.
هل علينا أن نصدقهم؟ وكيف نتعامل معهم؟ وما موقفهم في الإسلام؟
أفيدونا أفادكم الله.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأما صحة نسب هؤلاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فليس لنا علم بذلك، ولا يمكننا الخوض فيه، ولكنه لا ينبغي للناس إنكار نسب أحد من دون بينة؛ لأن الناس مصدقون في أنسابهم، وكل أدرى بنسبه من الناس الآخرين.

وراجع الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 51002، 50074، 2685.

ثم إنه ينبغي أن يعلم أنه إذا ثبت نسبهم الى آل البيت، فإن الزكاة لا تجوز لآل النبي صلى الله عليه وسلم، إلا إذا مُنعِوا حقهم من الخمس، فقد رجَّح كثير من الفقهاء عندئذ جواز أخذهم للزكاة؛ عوضا لهم عن حقهم الذي منعوا عنه لظلم الحاكم، أو لخلو بيت المال، أو غير ذلك من الأسباب. كما سبق بيانه بالفتوى رقم: 62977.

وأما مصاهرتهم لغيرهم، فالأصل جوازه، ولو تركوه فلا حرج عليهم فيه، إن لم يحصل بذلك عضل بناتهم، وإضاعة حقهن في الزواج.

وأما عن التعامل معهم، فالأصل أنه ينبغي للمسلم احترام جميع المسلمين، ومحبتهم في الله، والتواصل معهم، والإحسان اليهم بحسب الاستطاعة، فقد وعد الله بالمحبة فاعلي ذلك، كما في الحديث القدسي: قال الله تعالى: حقت محبتي للمتحابين فيَّ، وحقت محبتي للمتواصلين فيَّ، وحقت محبتي للمتناصحين فيَّ. رواه الحارث في مسنده، وابن حبان، وصححه الألباني.

وقال معاذ رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: وجبت محبتي للمتحابين في ّ، والمتجالسين فيَّ، والمتزاورين فيَّ، والمتباذلين فيَّ .

قال النووي في الرياض: حديث صحيح، رواه مالك في الموطأ بإسناده الصحيح.

وراجع الفتوى رقم: 58248، وهي بعنوان: حقوق أهل البيت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني