الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب مراعاة الضوابط الشرعية في التعامل مع المرأة الأجنبية

السؤال

تعرفت على فتاة حسبتها طيبة، ومحترمة، ومتدينة، وبنت ناس. واجهتنا مشاكل كثيرة، فتزوجنا عرفيا بطلب منها، وبدون أوراق، وبدون شهود، وراسلت دار الإفتاء المصرية، وأفتوا بعدم شرعية الزواج بسبب افتقاره للشهود، مع العلم أني لم أدخل بها.
المهم بعدها تقدمت رسميا لأهلها، فرفضوا، وبالأخص بسببها؛ لأنها لم تعد تريدني بعد أن وعدتني أنها لن تتركني مهما حصل، ومهما كان السبب. كلمتها مرة أخرى لأقف على الأسباب، رفضت الكلام، وأخبرتني أن كل شيء قسمة ونصيب، وأنها إنسانة زبالة، وغبية، ولا تستحقني. فاكتشفت بعد ذلك أنها تكلم شبابا، فأخبرت أهلها ليحكموا عليها، ويراقبوها، وينصحوها، ويمنعوها من هذا الطريق؛ ولأنها تهمني، وأحبها، وأخاف عليها.
ومع مرور الوقت حاولت الوصول للحقيقة كلها، وبالفعل ....
للأسف ظهرت كذابة، وخائنة، ومنافقة. فكانت تكلم زميلا لها في العمل بدون علمي، وكان يريد الزواج منها كما تقول بعد أن واجهتها، حيث أخبرتني في الأول أنه مجرد زميل عمل، وأنها تصده!!!
وكان يوجد لديها صديق آخر أخو حبيبها الأول، من وقت لآخر تتصل عليه، ومنعتها من ذلك، وشددت عليها، وحذرتها لأكثر من مرة بأن لا تحدث أي شخص غريب، و3 من صديقاتها؛ لأنهن صديقات سوء، وهن من يحاولن اللعب بأفكارها.
ولكن بعد الدخول على حساب الفيس بوك الخاص بها، اكتشفت أنها على علاقة بنفس الشخص من خلال الإنترنت، وكانت تنوي عمل المنكر والفاحشة معه، ومع شخص ثالت في جماعة، وبالفعل تم الاتفاق بينهما، ولكن القدر لم يوفقهما في المرة الأولى، وحاولت هي الاتصال بالشخص هذا مرة أخرى من خلال الهاتف والإنترنت، واكتشفت أنها كانت تعري جسدها بالكامل له على الكاميرا، حيث وعدها بالزواج، كما شاهدت من محادثاتهم....
فأخبرت أختها أنها على علاقة بشخص غيري، ومتزوج، وتركتني بسببه، وبما كانت تعمل معه دون توضيح الأمر بالكامل.
والحمد لله ربنا ساعدني، وأبعدت عنها هذا الشخص، واستطعت أن أقف إلى جنبها، وحميتها منه، ومن أفعاله، لأنه كان يريد بها فعل السوء، وفضحها هي وأسرتها وابتزازهم، وقمت بالاتصال عليها وأخبرتها بحقيقته، وأرسلت لها الدليل الذي كان هذا الشخص يريد أن يفضحها ويبتزها به، بعد الدخول على حسابه هو أيضا.
ولكن لا أعرف هل أختها أخبرت والديها أم لا؟ فأنا لا زلت أحبها، وأخاف عليها جدا.
فماذا علي أن أفعل هل لا بد من إخبار والديها بما فعلت بالكامل أم ماذا؟
فأنا لا أريد أن تسوء سمعتها أمام أسرتها، وفي نفس الوقت أخاف عليها من هذا الطريق.
ماذا علي أن أفعل؟
وراسلتها أكثر من مرة، وأخبرتها أني سامحتها على كل شيء، وخصوصا لما عرفت أنها قررت أن تتوب، ولكن لم تكلمني إلى الآن.
ربنا يتقبل منها، وينور قلبها وطريقها.
أرجوكم الرد بسرعه، فحياتها، وشرفها هي وأسرتها في خطر.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فبداية نود أن نذكرك بأن هذه الفتاة أجنبية عنك، وهنالك ضوابط شرعية للتعامل مع الأجنبية، ومحادثتها، فيجب أن تراعى هذه الضوابط، ونرجو مطالعة الفتوى رقم: 30792، والفتوى رقم: 21582.

وإذا كنت فعلا تحبها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه.

فإن تابت إلى الله وأنابت، واستقامت في دينها، ورجوت أن تقنعها وأهلها بالموافقة على زواجك منها، فافعل، وإلا فاصرف النظر عنها تماما إن أردت العافية لدينك، وعرضك، فتتبعك لها على الحال الذي ذكرت، قد يكون سببا لفتنتك، فتفسد من حيث أردت الصلاح والإصلاح، وراجع الفتوى رقم: 9360، ففيها دواء العشق. وابحث عن غيرها من النساء؛ فإنهن كثير، علما بأن الزواج له شروط لا يصح إلا بها، ومن أهمها: الولي، والشهود، وهي مبينة بالفتوى رقم: 1766.

وهذه التصرفات التي ذكرت أن هذه الفتاة تقوم بها - إن صح ذلك عنها - يجب أن تنصح، ولكن بالرفق، والحسنى، وتذكر بالله تعالى، وبالتوبة منها، وإن لم تنته فيمكن تهديدها بإخبار وليها عسى أن تزدجر، فإن لم تفعل، واقتضى الأمر إخبار وليها، فليكن بالتلميح له بالانتباه لموليته بأي عبارة يتحقق بها المقصود.
وننبه إلى أنه من التجسس المحرم تتبع الأمور التي يحرص الناس على سترها، ويسوؤهم كشفها، كاختراق الحساب في البريد، أو الفيسبوك، وراجع الفتويين: 100107، 252580.

وأما الاطلاع على ما هو ظاهر ومعلن، بحيث يمكن أن يطلع عليه كل أحد، فليس من التجسس المنهي عنه، وراجع الفتوى رقم: 256810.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني