السؤال
ما حكم مريض الأيدز أو الإنسان الذي مارس الرذيلة فأصابه مرض جنسي، فالأمراض الجنسية كثيرة ـ عافاكم الله وعافانا منها ـ تسبب له بمرض جنسي مزمن لا شفاء منه؟ وهل الله قدر ذلك له في الأزل ومكتوب في الأزل أنه سوف يصيبه المرض؟ وما حكمه؟.
وفقكم الله ورعاكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكل ما يحدث للإنسان من خير أو شر إنما هو بقضاء وقدر، سبق به علم الله تعالى، وجرى به القلم في اللوح المحفوظ قبل خلق الخلق، كما قال تعالى: قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا {التوبة: 51}. وقال سبحانه: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ {التغابن: 11}. وقال عز وجل: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {القمر:49}.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب، قال: رب وماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة. رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني.
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة. رواه مسلم.
ومن جملة ما هو مكتوب في القدر السابق: ربط الأسباب بمسبباتها الواقعة، كحصول المرض بسبب كذا أو كذا، ومن الأسباب التي نص عليها الشرع أن ظهور الفواحش تسبب شيوع الأمراض، كما في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن، لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا... الحديث. رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني.
وراجعي الفتويين رقم: 75915، ورقم: 120438.
ولا يخفى ما يكون في ذلك من الحكمة، فهو: ذكرى للمؤمنين، وعقوبة للمجرمين، وكفارة لخطايا المذنبين، وتمحيص للتائبين، وراجعي للفائدة الفتويين رقم: 27048، ورقم: 44779.
والله أعلم.