السؤال
من يعترض على اجتهادات الصحابة كيف يرد عليه؟ هو يعترض علي بعض السنة، قد أغرقته بالأدلة على وجود عذاب القبر من القرآن لرفضه حجية السنة في إثبات القبر، ونبهته مشددا أن المخالفة في حجية أحاديث السنة الصحيحة ضلال عظيم، فهي المصدر الثاني للتشريع عند أهل السنة والجماعة، وأن رفض الاستدلال بأدلة وجود عذاب القبر ونعيمه جحود بالسنة الثابتة وطعن فيها يجلب لك الهلاك، وقد يدخلك في الكفر بالله فهو جحد بالوحي الثابت وجحد بركن الإيمان بكتب الله التي منها الوحيان القرآن وما ثبت من السنة، وعندما استدللت له بالقرآن وأقوال الصحابة فيه كابن عباس وغيره ـ لإثبات البرزخ أو القبر ـ أعرض عنها وجحدها أيضا مسميا إياها اجتهادات بشر!!
أنا لا أعرف ما اعتقاده، وهل هو من القرآنيين أم كما قال لي من السنة وفقط اعتقاده أنه إذا خالف القرآن حديث أتمسك بالقرآن؟! ورغم ذلك أفهمته أنها أحاديث صحيحة ثابتة، والصواب الجمع أو التوفيق بينها أو بين ما ظاهره المخالفة أو التعارض لا الترك الكلي!! فرجعنا أيضا لنقطة رفضه اجتهادات الصحابة، وقد أرسلت له مسبقا صفحة قاطعة عن أدلة وجود القبر وأخرى عن خطر إنكار السنة وأرشدته لتحكيم عقله وترك الاعتقاد الأعمى، ولا فائدة ظل يناقش ويغير محور الحديث طالبا تفسيري الآيات وفسرت له فلم أجد منه سوى جلب آيات أخرى، وكانت كل الآيات تقريبا تصب في القبر وأقوال الصحابة فيه ولم يقتنع أو يقبل بدليل من أدلة وجود مرحلة القبر مفسرا هو الآيات بأقوال مخالفة لأقوال الصحابة رضوان الله عليهم، وقد قلت له إن كان يرفض فكرة القبر لأن نفسه لا تريدها فالأولى أن يؤمن به ويعمل لينال نعيمه، وفي النهاية قال لي نحن متفقون في الأساسيات ولن نختلف كثيرا فالنقطة ليست شيئا كبيرا، فأنا أعتقد إن مت ما هي إلا مدة بسيطة ويحييني الله لأدخل الجنة أو أجزى بما عملت، وأنت تعتقد أن هناك مرحلة القبر بنعيم وعذاب، فقلت له وذلك فرق شاسع فإيمان ببعض وترك لبعض وعدم إيمان ببعض عده العلماء كفرا فتمسك بما فيه نجاتك واقرأ وتفكر جيدا فيما أرسلت من أدلة بالصفحة، ولم يقتنع، فالواضح أنه مصر على المعاندة ومتمسك بما يعتقده، ورافض للحجج الواضحة محتجا بشيئين: الأول القرآن لم يذكر عذاب القبر أو نعيمه والبرزخ المذكور لم يدل أن هناك عذابا ونعيما أم لا؟ والآيات الأخرى كعذاب فرعون وغيرها من الأدلة لا يستطيع الأخذ بتفاسيرها، فهي علي حد قوله اجتهادات بشر ـ الصحابة ـ يخطئون ويصيبون! الثاني لا يقبل فكرته لكونه مناف للعقل واستدل بمنطق غريب هو أننا لم نشعر بأنفسنا قبل ولادتنا فلن نشعر بعد موتنا بشيء!! وأفهمته أن الأمور لا تقاس هكذا، وأن ذلك من المفترض يدخل في الإيمان بالغيب، كلام يقدح في قدرة الله العظيمة اللامحدودة والغيب الذي سيحدث وإن كانت عقولنا المحدودة لا تستطيع إدراكه، أنا الآن أجهز له ردا أخيرا هل يمكن إقناعه بالصواب بعد كل هذا أو أخبروني بتكليمه بشيء ترونه قد يجعله يغير رأيه ويعيد التفكير وما الطريقة؟ توجيهكم يهمني فهو ـ ما شاء الله ـ غالبا ما يضيف لي جديدا، أسأل الله أن يبارك في عقولكم، وكيف أرد علي من ينكر أقوال الصحابة بالأخص، ـ إرشاد لكتاب قيم أو محاضرة صوتية قيمة سيكون جيدا ـ وجزاكم الله خيرا، وفقنا الله أن نهدي غيرنا، وزادنا إفادة بعلمكم، وجعل ذلك في موازين حسناتكم.