السؤال
نشأت في أسرة مفككة، كل واحد مشغول بنفسه، لا نشعر بأي رابط يربطنا ببعض، وأنا الوحيدة غير متزوجة، ولذلك كنت في أسوإ حالاتي النفسية، لم أكن أصلي بسبب وسواس قهري شديد، ليس لي علاقة بوالدتي رحمها الله فقط أخدمها، حتى أقاربي عندما يأتون لا أستقبلهم وأعتزل في غرفتي، كنت في غفلة شديدة، وبعد عن الله، وحزن وكآبة ملازمة لي من الطفولة، لا أعرف برا ولا صلاة ولا جنة ولا نارا؛ الآن بعد وفاة والدتي بسنوات هداني الله، وعدت إلى صلاتي، وبدأت روحي تعود إلي، وتحسنت نفسيتي، وتبت إلى الله، وندمت على ترك الصلاة، وندمت ندم العمر على عقوقي لوالدتي وإهمالي رعايتها، ولا أستطيع أن أسامح نفسي، وقد سمعت فتوى للشيخ ابن عثيمين أن لعاق والديه بعد موتهما توبة، ولا إثم ولا عقوبة عليه بحمد الله، وأنا كثيرة الدعاء لوالديّ والاستغفار لهما لكنْ حدث في يوم أني ذهبت إلى طبيبة الأسنان، وعندما علمت والدتي قالت غضب الله عليك إن ذهبت مرة أخرى، ولم أبال بدعوتها للأسف وذهبت، وسبب منعي أنها تخاف أن أتعرض لتحرش في العيادة، مع العلم أن المستوصف بجوار البيت، والطريق آمن، والتعامل مع نساء فقط، وهي تعلم هذا (لكن أمي عندها هواجس وأفكار ووساوس لا حقيقة لها، مثلا عندما تقدم أحد لخطبتي رفضت هي ووالدي، والسبب أنه قد يكون يتعبني في حياتي أو يضربني، وهم لم يسألوا عنه، وعندما أردت الذهاب للجامعة رفضت في البداية، وقالت قد يحدث لك شيء لا شأن لك فيه، هي تخاف كثيرا علي وليس لخوفها مبرر؛ لذلك منعتني من الذهاب إلى المستوصف، الآن أنا أعيش رعبا شديدا بسبب دعوتها بغضب الله، هل التضرع إلى الله ودعاؤه يرفع عني دعوة أمي؟ الصدقة تطفئ غضب الرب. هل لو قمت بالتصدق بكثرة لا تصيبني دعوة أمي؟ المرجو الرد فأنا أخاف الله، وأخاف عذابه، وليس لي هم في هذه الحياة إلا رضاه، ولكني أعيش في هم لا يعلمه إلا الله.