السؤال
بارك الله فيكم، ما حكم قول القائل مستشفقًا من حوله عليه ومازحًا: سأقفز من السجادة -يريد أنه سيقفز من مرتفع يؤذي نفسه-؟ فقد رأيت وقوع هذا الأمر وجهلت أهو من الاستهزاء المكفر أم لا؟ مع العلم أنه تحدث معي في اليوم وقائع ما بين الخمس والسبع يوسوس لي الشيطان أنها كفر, فأجاهد بفضل الله معظمها أو كلها, وقد تبقى بعضها يقل زادي من العلم أو يكل عقلي عن مجاهدة لعلة ما وتبقى, وغالبًا لا أقوى على مجاهدة هذا البعض لاحتمال التأويل, ففي الموقف الذي ذكرته بالأعلى ورأيت وقوعه لولا أن فيه استشكالا عندي بين أن أذية النفس حرام وهذا أراد التمويه بإيذاء نفسه (يعني بالحرام) لكنه كان مازحًا، فالذنب مضاعف, فهل يدخل في الاستهزاء المكفر؟ وهل أغض الطرف حتى عما يحتمل التأويل في هذه الفترة؟
وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن عبارة "سأقفز من السجادة" لا يحصل بها الكفر، وعليك بالإعراض عن الاسترسال مع الشيطان في هذه الوساوس، واشغل وقتك بالتعلم والدعوة الى الله تعالى، ولا تكثر الجلوس وحدك، بل حاول أن تجد صحبة صالحة تعينك على الاستقامة والطاعة، وتتدارس معهم العلم الشرعي، وتتعاون معهم على البر والتقوى، وإن كنت وحدك فاشتغل بمطالعة كتب الرقائق وقصص الانبياء والصحابة أو التلاوة أو سماع محاضرات أهل العلم وتلاوات القراء، وأيقن أن الكفر لا يقع بالألفاظ المحتملة، ولا سيما إن كانت من الموسوسين؛ قال على القاري في شرح الشفا: قال علماؤنا: إذا وجد تسعة وتسعون وجهًا تشير إلى تكفير مسلم ووجه واحد إلى إبقائه على إسلامه، فينبغي للمفتي والقاضي أن يعملا بذلك الوجه، وهو مستفاد من قوله عليه السلام: ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن وجدتم للمسلم مخرجًا فخلوا سبيله، فإن الإمام لأن يخطئ في العفو خير له من أن يخطئ في العقوبة. رواه الترمذي، والحاكم. اهـ.
والله أعلم.