الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يتعامل الابن مع أبيه الذي ينهاه عن صحبة الصالحين

السؤال

أولًا -وقبل كل شيء-: بارك الله فيكم وفي مجهوداتكم العظيمة.
ثانيًا: أنا شاب لي أيام وأكمل عامي التاسع عشر، وأنا في الصف الثالث الثانوي العام بمصر، فأرجو منكم بعض النصائح التي تعينني في هذا الموضوع.
أما سؤالي: أبي لديه تقريبًا 48 سنة، وهو وبكل أسف لا يصلي، فلم أر أبي يصلي منذ أن أتيت إلى هذه الدنيا إلا مرتين أو ثلاث، وكانت تلك المرات بالطبع صلاة ظهر الجمعة، ولا أدري ماذا أفعل معه؟ فأنا أخشى عليه أن يموت هكذا، ولكن هناك مصائب أخرى؛ فأبي لا يريد مني أن أتقرب من الإخوة الملتزمين، وكلما تقربت منهم قامت المشاكل بيني وبين أبي، وأنا حقًّا أنتفع عندما أكون معهم، وإن حدث وتم إبعادي عنهم بشكل أو بآخر أخسر خسارات جمة من الناحية الدينية، فهم على سبيل المثال أو دعوني أقول هو (صاحبي الملتزم) يعينني على صلاة الفجر لأني لا أستطيع الاستيقاظ (نومي ثقيل جدًّا)، المهم كي لا أطيل عليكم لأني لو تحدثت عن المشاكل التي ليست مع أبي فقط بل هي مع العائلة بأسرها فلقد صدق حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم فقد قال: بدأ الإسلام غريبًا وسيعود ... إلخ.
أريد من حضراتكم الآتي:
1- كيف أتعامل مع أبي؟
2- كيف أوفق بين معاملتي لأبى وبين مصاحبتي للصالحين؟
3- كيف أقاوم من حولي (لأني والله حولي فساد كبير في كل مكان حتى في بيتنا).
4- أرجو بعض النصائح التي تعينني على الاستيقاظ لصلاة الفجر معتمدًا على نفسي.
5- بعض النصائح للثانوية وللدراسة (الامتحانات ستكون -إن شاء الله- يوم 7 من شهر يونيو).
بارك الله فيكم، وجزاكم خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما أبوك: فعليك أن تبره وتحسن إليه مهما كان عاصيًا أو بعيدًا عن الاستقامة؛ فقد أمر الله بمصاحبة الأبوين الداعيين إلى الكفر بالمعروف فقال: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان:15}. وحاول أن تناصحه وتبين له خطر ما هو مقيم عليه من المنكر الشنيع والجرم الفظيع، واجعل ذلك بطريق غير مباشر كأن تطلعه على مطوية أو تسمعه شريطًا أو نحو ذلك؛ لعله أن يتعظ ويفيق من غفلته، ولا تبتعد عن المستقيمين، ولا تترك صحبتهم وإن نهاك أبوك، ولكن استعمل معه المداراة بحيث لا يغضب منك، فلا تشعره أنك تصحب من يكره صحبتك لهم ريثما يمنّ الله عليه بالهداية.

وأما الاستقامة في زمن الفتن: فطريقها الاستعانة بالله تعالى، والاجتهاد في دعائه، ومجاهدة النفس، وحضور حلق الذكر ومجالس العلم، وكثرة الفكر في اليوم الآخر والجنة والنار، ومصاحبة الصالحين، ولزوم ذكر الله تعالى على كل حال؛ فكل هذه وسائل معينة -بإذن الله- على الثبات والاستقامة.

وانظر لبيان بعض الأسباب المعينة على الاستيقاظ لصلاة الفجر فتوانا رقم: 132604.

وأما دراستك: فعليك أن تجتهد فيها منظمًا لوقتك غير مضيع لشيء منه في غير منفعة، فإن حفظ الأوقات من أهم ما يعين على الإنجاز والتفوق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني