الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما حكم التسول من الأجانب غير المسلمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يعطونك المال برضاهم لأجل الغنى، أو الطريقة الأخرى التي هي النصب والاحتيال عليهم عن طريق مواقع إلكترونية وهمية هدفها المخفي هو كسب التبرعات والغنى، مع العلم بأن من يقومون بهذه الأفعال أشخاص يحتجون بأنهم عاطلون عن العمل؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل أن التسول وسؤال الناس أموالهم منهي عنه شرعًا وممقوت طبعًا، سواء من المسلمين أم من غيرهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا قبيصة؛ إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة: رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك، ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش ـ أو قال سدادا من عيش ـ ورجل أصابته فاقة حتى يقوم ثلاثة من ذوي الحجا من قومه: لقد أصابت فلانا فاقة، فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش ـ أو قال سدادا من عيش ـ فما سواهن من المسألة يا قبيصة سحتا يأكلها صاحبها سحتا. رواه مسلم.

وقال: إن المسألة لا تحل إلا لثلاثة: لذي فقر مدقع، أو غرم مفظع، أو جانحة. رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه.

وعلى هذا، فسؤال أموال الناس لمجرد الاستكثار والغنى ممنوع، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 57511، 20195، 142983.

ويتأكد المنع والحرمة إن صحبه نصب واحتيال، وانظر الفتوى رقم: 49989.

وعلى هؤلاء العاطلين أن يبحثوا عن عمل مباح بجد واجتهاد، وأن يتضرعوا إلى الله سبحانه حتى يغنيهم من فضله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني