السؤال
أخذت سيارة أخي دون إذنه لأشتري أغراضًا لأهلي ضرورية من أجل الغداء، وعندما أردت التوقف عند محل الخضار اصطدمت صدمة بسيطة في الرصيف، ولم أميّز إذا حصل ضرر في السيارة أم لا؛ لأن الصدام الأمامي أغلبه فيه ضربات، فلم أعرف إذا كان هناك ضرر من صدمتي، ولم أخبر أخي بذلك، فهل عليّ إثم؟ وهل يجب إخباره، وإصلاح السيارة له؟ علمًا أنها قد تسبب لي مشاكل معه كبيرة، وأنا لم أقصد ذلك أبدًا، وأنا أتعلم السواقة حاليًا ولا أملك رخصة قيادة؛ لذلك لم أكن متعمدًا فعل هذا الشيء أبدًا، وأظن أنه سوف يعلم أني أخذت السيارة لأني أخذت مالًا من محفظته، والمال هو مال أبي لشراء أغراض المنزل، فسيعرف أني أخذت السيارة، وأيضًا لأني عندما أعدت المفتاح وجدته قد انتبه لي وهو نائم، فأظنه رآني؛ لأنه كان يخبئ المفتاح عنده حتى لا آخذ السيارة، فهل عليّ إثم الآن؟ وهل له حق عليّ؟ وهل يجب أن أخبره؟ أرجوكم أجيبوني عن السؤال حيث إنه فعلًا يؤرقني، ولا تحيلوني إلى أية أسئلة أخرى -جزاكم الله خيرًا-.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن أخذ السيارة دون إذن أخيك، مع علمك بعدم رضاه بذلك، يعد اعتداء على مال الغير بدون حق، والاعتداء على مال الغير، سواء كان هذا الغير أخا أم غيره لا يحل؛ لقوله تعالى: وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ {البقرة:188}، وقوله صلى الله عليه وسلم: فإن دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا. متفق عليه.
فتجب عليك التوبة إلى الله من ذلك، وعليك أن تطلب منه السماح عن استخدام سيارته دون إذنه، فإن سامحك فذاك، وإلا فيلزمك ضمان قيمة استخدامك لها.
وأما بخصوص الصدمة التي صدمت بها، فإن غلب على ظنك أنها تسببت لها بتلف، أو خدوش، فلا بد من التحلل منه بإخباره بشأنها، وطلب العفو منه، أو تضمن له ما أتلفت في سيارته، ويرجع في تقدير ذلك إلى أهل الاختصاص.
وإن غلب على ظنك أنها لم تتسبب في إحداث شيء من ذلك، فلا يلزمك إخباره بشأنها، وانظر الفتوى رقم: 303049، وإحالاتها.
والله أعلم.