السؤال
ارتكبت ذنباً عظيماً جداً يستحق القتل، وأصبحت في حالة أسوأ مما يتخيلها عقل. فهل أقتل نفسي، أم أذهب للجهاد تكفيراً للذنب، لأن الذنب لا جزاء له في الدنيا إلا القتل حدًا؟ قلت في نفسي أبر والدي حتى إذا ماتا أجاهد فأقتل.
دلوني، يرحمكم الله.
ارتكبت ذنباً عظيماً جداً يستحق القتل، وأصبحت في حالة أسوأ مما يتخيلها عقل. فهل أقتل نفسي، أم أذهب للجهاد تكفيراً للذنب، لأن الذنب لا جزاء له في الدنيا إلا القتل حدًا؟ قلت في نفسي أبر والدي حتى إذا ماتا أجاهد فأقتل.
دلوني، يرحمكم الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم أن رحمة الله واسعة، ومن سعة رحمته أنه يغفر الذنوب جميعاً، وإن بلغت ما بلغت لمن تاب منها وأناب، قال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53]. وثبت في الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله بأرض فلاة... فإذا كان هذا الذنب الذي اقترفته بينك وبين الله لا يتعلق بحق الآدميين، فتبت إلى الله توبة صحيحة كما بينا في الفتوى: 5450، قبل الله توبتك وغفر ذنبك، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وإن كان هذا الذنب متعلقاً بحق أحد من الآدميين، فإنه يلزمك مع تحقيق الشروط السابقة أن تبرأ من حق صاحبه، فإن كان قصاصاً مكنت أولياء المقتول من استيفائه، فإن اقتصوا منك أو عفوا عن القصاص بدية أو بغير دية، فقد تبت إلى الله وكنت مهيأً بتحقيقك التوبة -أياً كان الذنب الذي تبت منه- لأن الله يبدل سيئاتك حسنات، فقد قال الله تعالى: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً* إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً [الفرقان:68-69-70].
وانظر للأهمية الفتاوى التالية: 10397، 12744، 10800، 20888، 26357، 26411، 28748.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني