السؤال
أشكر كل من قام بهذا الموقع... أنا متزوج منذ 8 سنوات، ولي ابن واحد، وزوجتي مطيعة، وكانت حياتنا هادئة، وفي السنتين الأخيرتين زادت المشاكل وأصبحت لا تسمع كلامي وتخرج دون إذني ولا تقر بالخطأ، فأقوم بالمبادرة للإصلاح، فتفاقمت المشاكل في السنة الحالية، وخرجت بدون إذني، فطلقتها طلقة واحدة، ثم صلح الأمر بيننا، وخرجت مرة أخرى فأرسلت لها إن خرجت بدون إذني فأنت طلاق، وكنت أريد تخويفها وردعها.. وطلبت منها الشاي، فرفعت صوتها، فذهبت بها إلى أهلها وتركتها، فتكلمت والدتها بلهجة أغضبتني كثيرا، فقلت لها بنتك طالق، فهل حصلت بينونة كبرى أم لا؟.
وشكرا لكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على إعجابك بموقعنا، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك إلى طاعته ونشر دينه وتبليغ دعوته إنه ولي ذلك والقادر عليه، وإن كان حاصل الأمر ما ذكرت، فالطلقتان الأولى والثالثة واقعتان، ويبقى النظر في الطلقة الثانية، فقد ذكرت أنك ضمنتها في رسالة، وكتابة الطلاق كناية من كناياته، فلا يقع به الطلاق، إلا مع النية، وراجع الفتوى رقم: 8656.
فإذا قصدت بذلك التهديد لم يقع الطلاق، ثم إن لفظ: أنت طلاق ـ محل خلاف بين الفقهاء، ففي قول بعضهم إنها لا يقع بها الطلاق إلا مع النية، كما أوضحناه في الفتوى رقم: 109599.
وخروج المرأة من البيت بغير إذن زوجها نشوز، ولكن الطلاق ليس بأول الحلول، فقد جعل الشرع تأديب الناشز في خطوات بيناها في الفتوى رقم: 1103.
وطلاق الغضبان نافذ إلا إذا كان فاقدا لوعيه، وراجع الفتوى رقم: 292576.
وينبغي الحذر من الغضب، فإنه قد يؤدي بصاحبه لأن يفعل ما يوجب الندم، ولمعرفة كيفية علاج الغضب راجع الفتوى رقم: 8038.
والله أعلم.