السؤال
هل يدخل غير المسلمين الجنة، حتى ولو سمعوا عن وجود الإسلام كمعلومة فقط، ولكن لم يتعرفوا عليه، أو على مبادئه، وأساسياته، ولم يتبين لهم أنه الحق.
فهل يتساوون في دخول النار، والخلود فيها، مع غير المسلمين الذين تعرفوا عليه، وأنه الحق، وأعرضوا عنه، وكفروا به، أم حسابهم عند الله؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فكل من كفر بالنبي صلى الله عليه وسلم، فهو من أهل النار, سواء كان كفره كفر جحود، أو كفر إعراض، وسواء بلغته تفاصيل تعاليم الإسلام، وعلم حسنها، أو بلغه خبر النبي صلى الله عليه وسلم، دون العلم بتفاصيل الإسلام ومحاسنه، فكل من بلغته بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قامت عليه الحجة، ولزمه البحث عن الحق وتطلبه. فإن أعرض عن ذلك، فقد استوجب الخلود في النار، ودلائل ظهور حقيقة رسالته صلى الله عليه وسلم كثيرة، منتشرة، لا تعوز من طلبها، بل هي أظهر من الماء والهواء، فمن ابتغى دينا غير الإسلام بعد علمه به، فهو كافر مخلد في النار، وانظر الفتوى رقم: 105310.
وأما من لم تبلغه دعوة النبي صلى الله عليه وسلم أصلا، فحكمه حكم أهل الفترة، وهو مبين في الفتوى رقم: 171719.
هذا من حيث العموم، وأما المعين، فلا نقطع له بحكم، ومرد الحكم عليه إلى الله تعالى، وقد فصلنا القول في حكم من بلغته الدعوة على وجه مشوه، في فتوانا رقم: 292315 فلتنظر للأهمية.
وأما أنهم يستوون، فلا يلزم هذا، فإن الكفار يتفاوتون في العذاب، كما هو معلوم، فليس الكافر الداعية إلى كفره كغيره، قال تعالى: الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ {النحل:88}. وثبت في الصحيح أن أبا طالب هو أخف أهل النار عذابا، فعلم من ذلك أن الكفار يتفاوتون في العذاب بحسب جرائمهم، وما ربك بظلام للعبيد.
والله أعلم.