السؤال
كما تعلمون سيخرج المهدي وينزل عيسى عليه السلام: وهناك حديث معناه أن عيسى سيحكم 40 سنة، وهناك أحاديث معناها أن المهدي سيملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا، فمن الذي سيصبح هو الحاكم أو الخليفة؟ هل هو عيسى عليه السلام؟ أم المهدي؟.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ظاهر الأحاديث أن المهدي يحكم سبع سنين ثم ينزل عيسى ـ عليه السلام ـ وهو حي ويصلي خلفه، ثم يكون عيسى ـ عليه السلام ـ هو الخليفة، ففي الحديث عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المهدي مني أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجورا، يملك سبع سنين. رواه أبو داود والحاكم، وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
وفي صحيحي البخاري، ومسلم عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كيف أنتم إذا نزل ابن مريم وإمامكم منكم؟.
وقال الملا علي قاري في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: كيف أنتم ـ أي حالكم ومآلكم: إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم ـ أي من أهل دينكم، وقيل من قريش، وهو المهدي، والحاصل أن إمامكم واحد منكم دون عيسى... اهـ.
وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي في شرح جامع الترمذي: اعلم أن المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار أنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين، ويظهر العدل، ويتبعه المسلمون، ويستولي على الممالك الإسلامية، ويسمى بالمهدي، ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره، وأن عيسى ـ عليه السلام ـ ينزل من بعده، فيقتل الدجال، أو ينزل من بعده فيساعده على قتله، ويأتم بالمهدي في صلاته. اهـ.
وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده؛ ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد.
وفي رواية لمسلم: إماما مقسطا وحكما عدلا.
وأخرج البخاري من حديث سعيد بن المسيب سمع أبا هريرة عن رسول الله قال: لا تقوم الساعة حتى ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا، فيكسر الصليب... فذكر الحديث.
وأخرج أيضا عن سعيد بن المسيب سمع أبا هريرة قال: قال رسول الله: والذي نفسي بيده؛ ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا...
قال العراقي رحمه الله: المراد أنه ينزل حاكما بهذه الشريعة لا نبيا برسالة مستقلة وشريعة ناسخة، فإن هذه الشريعة باقية إلى يوم القيامة لا تنسخ، ولا نبي بعد نبينا، كما نطق بذلك، وهو الصادق المصدوق، بل هو حاكم من حكام هذه الأمة. انتهى.
والله أعلم.