السؤال
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: أقيموا الصفوف، وحاذوا بين المناكب ... ولا تذروا فُرُجَات للشيطان، أي: لا يكون بينكم فُرَج تدخل منها الشياطين.
ما حكم ذلك مع العلم أن الشيطان يكون مقيدا في شهر رمضان الفضيل؟
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: أقيموا الصفوف، وحاذوا بين المناكب ... ولا تذروا فُرُجَات للشيطان، أي: لا يكون بينكم فُرَج تدخل منها الشياطين.
ما حكم ذلك مع العلم أن الشيطان يكون مقيدا في شهر رمضان الفضيل؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الحديث -الذي ذكرت- يؤكد على أهمية إقامة الصفوف, وهي سنة عند جمهور أهل العلم.
جاء في مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: فالمراد بإقامة الصفوف تسويتها، واعتدال القائمين فيها على خط مستقيم، وسمت واحد، والتراص فيها، وتتميمها الأول فالأول، وسد الخلل الذي في الصف، وعدم الفُرَج. قال العيني: وهي أي: تسوية الصف من سنة الصلاة عند أبي حنيفة والشافعي ومالك، وزعم ابن حزم أنه فرض، فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة، وإقامة الصلاة فرض، وما كان من الفرض فهو فرض. انتهى
وقال العراقي في طرح التثريب: وفي سنن أبي داود وغيره عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال «أقيموا الصفوف وحاذوا بين المناكب وسدوا الخلل ولينوا، ولا تذروا فرجات للشيطان، ومن وصل صفا وصله الله، ومن قطع صفا قطعه الله» وفي سنن أبي داود وغيره عن أنس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال «رصوا صفوفكم، وقاربوا بينهما، وحاذوا بالأعناق، فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنها الحَذَف». والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. هذا الأمر للاستحباب بدليل قوله في تعليله «فإن إقامة الصف من حسن الصلاة» قال ابن بطال: هذا يدل على أن إقامة الصفوف سنة؛ لأنه لو كان فرضا لم يجعله من حسن الصلاة؛ لأن حسن الشيء زيادة على تمامه، وذلك زيادة على الوجوب .انتهى وراجع المزيد في الفتوى: 18547.
أما عن كيفية دخول الشياطين في فُرَج الصفوف مع ما جاء في الحديث الصحيح من كونهم يصفدون في رمضان فراجع بشأنه الفتوى: 139878.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني