السؤال
أخجل من نفسي، عند استفساري وطلبي المساعدة في معصية وفاحشة اقترفتها.
مشكلتي أنني وقعت في فاحشة الزنا مع واحدة من بنات الهوى لا أعرفها، وكانت ممارسة بدون واق. انتهت وانقطعت أخبار الفتاة حتى رقم الهاتف غيرته.
أصبت بندم شديد وخجل من نفسي. وبدأ معها مسلسل تأنيب الضمير من الذنب العظيم، ووساوس يومية تراودني إذا ما الفتاة أصبحت حاملا مني وهي لا تعلم من أبوه (فهي بائعة هوى) وكذلك أنا كيف لي أن أعرف ما إن حملت مني أم لا؟ علما أنني لم أقذف داخلها - قذفت المني خارجا، ومسحت رأس القضيب جيدا بمنديل، وأكملت الممارسة مباشرة بعد ذلك، حيث كان الانتصاب مستمرا، أخشى أن يكون تسرب شيء من المني إلى رحمها.
أنا في ندم شديد، واستحياء من الله هل يغفر لي ويتوب علي. وهل ستقبل صلاتي؟ وكيف أكفر عن هذا الذنب العظيم؟ وما إذا حدث حمل -لا قدر الله- ماذا أفعل وأنا لا أعلم عنها شيئا.
وسوسة وعذاب ضمير يومي، ينغص علي حياتي.
أفيدوني رحمكم الله.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت بندمك على فعل فاحشة الزنا، والندم من شروط صحة التوبة، وبقية الشروط بيناها في الفتوى: 5450.
فإذا صدقت في توبتك تاب الله عليك؛ فإنه يقبل توبة التائبين، ويعفو ويتجاوز عن المسيئين، قال سبحانه، وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82}، وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ويتوب الله على من تاب. فأقبل على ربك وأحسن الظن به، فهو عند ظن عبده به.
وهذه المرأة قد لا تكون حملت من هذا الزنا، ولو أنها حملت، فلا يؤثر ذلك على صحة التوبة، أو قبول الصلاة. ولا شأن لك بما تحمل في بطنها، ولا ينسب إليك، ولكنه ينسب إلى أمه، فعليها رعايته والإنفاق عليه، ويرثها وترثه، وراجع الفتوى: 6045.
فلا تشغل نفسك بأمرها والتفكير فيها، بل انصرف إلى ما فيه صلاح دينك ودنياك، واسلك سبيل الاستقامة، واجتنب سبل الغواية. وانظر لمزيد الفائدة، الفتويين: 10800، 12928.
والله أعلم.