السؤال
أنا صيدلي، مسئول عن عمل طلبيات الأدوية بمستشفى قطاع عام، والحمد لله وحده، أقوم بعملي قدر المستطاع، حيث يُطلب مني توفير أدوية بأعلى جودة، وأقل سعر، فأقوم بالتواصل مع مندوبي أدوية معينة لتوفيرها بخصومات أعلى.
لكن نظرا لجائحة كورونا، وعدم اهتمام إدارة المستشفى بتوفير الكمامات وغيرها من سبل الوقاية، ومع ظهور حالات ضمن المرضى المترددين على المشفى. أقوم بطلب كمامات ومطهرات من مندوبي الأدوية الذين أتعامل معهم نظيرا للأوردرات (الطلبيات). ثم أقوم بتوزيعها بيني وبين بعض الفريق الطبي المتعامل مباشرة مع المرضى. فهل هذا يُعد رشوة؟ وإن كانت كذلك، فماذا أفعل ليغفرها الله لي؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان طلب هذه الكمامات والمطهرات للغرض المذكور، قد تم بعلم إدارة المستشفى، فلا حرج عليك في ذلك. وإلا، فأعلم إدارة المستشفى، فإن أقرتك كنت بذلك في حِلٍّ.
قال ابن بطال في شرح صحيح البخاري: (هدايا الأمراء غلول) إلا أن يكون الإمام يبيح له قبول الهدية لنفسه، فلذلك تطيب له، كما قال -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ، حين بعثه إلى اليمن: قد علمت الذي دار عليك في مالك، وإني قد طيبت لك الهدية. فقبلها معاذ وأتى بما أهدي له النبي -صلى الله عليه وسلم-، فوجده توفي، فأخبر بذلك أبا بكر فأجاز له أبو بكر ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجاز له. اهـ.
ونقل ذلك عنه الشُّرَّاح، كابن الملقن في التوضيح، والقسطلاني في إرشاد الساري، والعيني في عمدة القاري، ولفظه: وفيه أن ما أهدي إلى العمال وخدمة السلطان بسبب السلطة أنه لبيت المال، إلا أن الإمام إذا أباح له قبول الهدية لنفسه فهو يطيب له. اهـ.
والله أعلم.