السؤال
أولا: قبل كل شيء أشكركم على هذا الموقع الرائع الذي أتاح لنا فرصة الحصول على أجوبة شافية.
ثانيا: يا شيوخي الكرام، لقد أصبحت في الآونة الأخيرة كثيرة التفكير بشكل لا يوصف لدرجة أني قد صرت أحس أن رأسي سينفجر من كثرة التفكير في الموضوع، سأدخل إلى المدرسة الثانوية هذا العام -إن شاء الله- لقد منَّ الله عليَّ بالهداية في هذه الفترة، فصرت أصلي في الوقت، وأصحو لصلاة الفجر، وأوقظ والدتي معي، كما لبست الحجاب، وأحاول أن أحقق الستر قدر الإمكان من إسدال على الكتفين ونحوه، ولكنني فوجئت بأمر النقاب، فقد رأيت أنه فرض عند بعض العلماء، فخفت كثيرا، وبعدها صرت أبحث، وأبحث حتى اختلف عليَّ المفتون، وأنا ليس لديَّ اطلاع كبير على الشيوخ، فلا أعلم أيهم أصدق، ومن أثق به، ومن لا أثق، كما أنني متفوقة في دراستي، ومن الأوائل على مدرستي، ووالداي يحلمان أن يرياني طبيبة، تساعد الناس، وترفع رأسهما، ولكن التعليم في بلادنا مختلط، ويمنع النقاب في المدارس، ولا يوجد أي أحد يلبسه في مقاطعتي، على حد علمي. وأنا أريد مواصلة دراستي؛ لأني أريد حقا أن أصير طبيبة أطفال، وفي نفس الوقت لا أريد إغضاب والديَّ، فأنا أرى في أعينهما بريقا عندما يتحدثان عن مستقبلي، مما يزيد حزني وتفكيري.
فهل يجوز لي الترخص بقول من يقول بعدم وجوب لبس النقاب إلى أن يتيسر لي لبسه -إن شاء الله-؟ علما أني حتى قبل أن أعرف معنى الفتنة، أي قبل أن يهديني الله، كنت لا أستطيع الكلام مع الرجال، وأخجل منهم خجلا كبيرا، فلا أستطيع النظر في أعينهم، ولذلك ذاع صيتي أني فتاة مؤدبة، ومتعلمة، وخلوقة في مدرستي، وفي بلدتي، وصار معظم الناس يرونني من منظور حسن، وصار زملائي لا يكلمونني أيضا؛ لأنهم يعلمون أني لا أريد ذلك.
وبعد أن هداني الله، سأحاول أن ألتزم أكثر وأكثر، كما أنني لا أستطيع مواجهة أمي وأبي بموضوع ترك الدراسة، فهما حريصان كثيرا على إكمال دراستي، لدرجة تشعرني بالأسى حتى من التفكير في الموضوع، ولا أريد أن أتسبب بزيادة ذنوبهما، كما أنني خائفة من الإشاعات التي ستقال عني إن توقفت عن الدراسة، بالأخص أني كنت مجتهدة، والكل يعرفني، وعائلتنا معروفة بعلمها، فكلنا متعلمون -والحمد لله-.
فأنا لا أظن أني أستطيع الإقدام على مثل هذا الأمر، ولكنني سأحاول تغطية وجهي بالكمامة قدر الإمكان، وإبعاده عن نظر الرجال، وسأكثر من الطاعات.
فأجيبوني، جازاكم الله خيرا، فأنا عاجزة عن فعل أيِّ شيء.