السؤال
ما صحة القول هذا: "انتظارك التيسير في الدنيا على قدر عبادتك، هو نوع شرك خفي"؟ هل هناك أنواع للشرك لا نعلمها؟
وإذا كان هذا الكلام صحيحا، فكيف نوفق بينه وبين الآيات التي تدعونا إلى ذكر الله، وعبادته، خوفا منه، وطمعا في مغفرته ورزقه؟
ما صحة القول هذا: "انتظارك التيسير في الدنيا على قدر عبادتك، هو نوع شرك خفي"؟ هل هناك أنواع للشرك لا نعلمها؟
وإذا كان هذا الكلام صحيحا، فكيف نوفق بينه وبين الآيات التي تدعونا إلى ذكر الله، وعبادته، خوفا منه، وطمعا في مغفرته ورزقه؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه العبارة فيها نظر، وتحتاج إلى ضبط! فهناك فرق بين الشرك في العبادة، والتشريك في النية! فمن لم يرد بعمله إلا منفعة في الدنيا، ولم يرغب في ثواب الآخرة، فهذا نوع من الشرك، وقد توعد الله صاحبه فقال: مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ* أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {هود:15-16}.
وبوَّب على ذلك الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد، باب: (من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا).
وأما التشريك في النية بأن يعمل العمل لأجل الثواب في الآخرة، والنفع في الدنيا أيضا، فهذا لا حرج فيه؛ ما دام أصل النية هو التقرب إلى الله تعالى، وكانت المنفعة الدنيوية مما يشرع قصده، كالتجارة مع الحج.
وراجع في ذلك الفتاوى: 312220، 300781، 197723.
وراجع في الضابط الذي تعرف به المصالح التي يجوز للمكلف قصدها من وراء الأمور التي يتعبد بها، الفتوى: 239248.
وراجع في بيان أنواع الشرك الخفي الفتوى: 16150.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني