السؤال
زوجي يسب الدِّين وقت الغضب، وقد سبّه مرتين خلال يومين، وعندما كلمتُه عن ذلك، قال لي: أخرج عن شعوري، فقلت له: فعليك أن تتوب من هذا الأمر، فحكمه شديد جدًّا، فقال لي: استغفرت، فقلت له: حاوِلْ وقت الغضب أن تغيّر وضعك، أو تتوضأ، فقال لي: إن شاء الله.
ثم بعدها بشهر سبّ دِين أحد أولادنا، فقلت له: أتدري ما حكم سب الدِّين، فابحث عن حكمه، وتركتُه، وخرجتُ من الغرفة، وأنا أخاف أن أغضبه أكثر بالقول: إن سب الدِّين ردة، فيكرر السبّ للدِّين، وأكون سببًا في ذلك، وأنا أعلم أنه يجب أن تكون النصيحة بالحسنى، فلا أريد أن أضايقه وأشعره أنني أتعامل معه كأنه كافر وأنا مؤمنة، فأُبَغِّضه في الدِّين، فهل ما زلت أحِلّ له أم لا؟ وهل يجب أن أكون أقوى من ذلك، وأقول له صراحة: إن هذا كفر؟ مع العلم أنه محامٍ، وأنا أقول: إنه بالتأكيد يعلم الحكم.
أما المشكلة الثانية: فإنه لا يصلي إلا نادرًا جدًّا، وأشعر أن أمور الدِّين ليست من أولوياته، ونصحته بالصلاة أكثر من مرة، ولا يستجيب إلا بإرادته، وهذا لا يحدث تقريبًا، وقلت له: حتى يتعلّم منك أولادنا، فيقول: إن شاء الله، ولا يفعل، وأشعر أن دِيني قد نقص من وقت خطبتنا، فقد كنت أقوم الليل قبلها، وأختم المصحف، وأجلس جلسة الضحى -بفضل الله-، والآن لا يحدث هذا، وأرى أني أتأثر به للأسوأ، ولا أعرف هل أبقى معه أم أتركه؟
ولديَّ أولاد منه، وقد كنت أريد أن تكون أمور الدِّين أول اهتماماته، لكني لم أرَ ذلك فيه، وأريد أن أتقرّب لله مثل ما أريد، فماذا أفعل؟ وهل أتعامل معه بشدة هذه الفترة، وأعتبرها آخر فرصة للبقاء، إن لم يترك سب الدِّين، ويلتزم بالصلاة؟ مع العلم أن آخر مرة سبّ فيها الدِّين كانت منذ أيام، وكنت مع أمّه المريضة، ولا أريد أن أتركها وأرحل.
وعندما صليت الاستخارة جاءني العذر الشرعي في اليوم التالي مباشرة، وجاءت أخته لتجلس مع أمّه المريضة، فشعرت أن الله يقول لي أن أتركه.
وسألت أكثر من مرة شيوخًا أفاضل مثلكم: هل أتركه؟ فقالوا لي: إن استمَرَّ، فاتركيه، علمًا أن معاملته لوالديه لا تعجبني بالمرة، وأخاف أن أكون متسرّعة في طلب الطلاق، وأخاف من ربي، فما الذي يرضي ربي مني الآن؟