السؤال
أرجو منكم الرد والإفادة، فأنا في حيرة كبيرة من أمري.
لقد تَعرَّفت على شاب في حلقة دين في أحد البرامج، عبر التواصل الاجتماعي. أنا وهو من بلدين مختلفين، وعزمنا النية على الزواج، وعرضت الأمر على أهلي؛ ووافقوا على أن يأتي، ويطلب يدي شرعا.
الشاب عرض الأمر على أهله، وأهله رفضوا رفضا تاما بسبب بُعْد المسافة، وأنه سوف يقيم في بلدي بعد الزواج؛ إلى أن يُتاح له أن يعود إلى بلده، وأستطيع الدخول معه، مع العلم أن الشاب مقتدر، ويستطيع العيش في أي بلد، وهو مرضيٌّ دينيا وخلقيا.
ولكن هنا أهله يرفضون تماما، والشاب قد عزم أمره على أن يخرج ويتزوج بي، ولكن لن يتم سوى برضا منهم، وهو ينتظر رضاهم، سواء جاءوا معه، أو لم يأتوا.
هل توجد حرمة في أن يأخذ رضاهم رغما عنهم، وهل توجد حرمة في زواجنا؟!
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق بيان حكم طاعة الوالدين في الزواج من امرأة معينة، وذكرنا أن على الولد طاعتهما في ذلك، ولا تجوز له مخالفة أمرهما إلا لمصلحة راجحة.
وبيَّنا أنه لو خالف أمرهما وتزوج من تلك المرأة المُعيَّنة، صح الزواج، وكان عاصيا بمخالفة أمر والديه.
وراجعي في ذلك الفتويين: 93194، 235444.
وإن كان المقصود بأخذ رضاهما رغما عنهما، أن يمارس عليهما نوعا من الضغط الأدبي، بحيث تحصل الموافقة منهما على كُرْه.
فهذا مما لا يجوز له فعله مع والديه؛ ففي ذلك نوع من الإيذاء غير الهيِّن لهما، ومثل هذا النوع من الإيذاء يحصل به العقوق. وقد أوضحنا ضابط العقوق في الفتوى: 73463.
وننصحه بمدارتهما، والعمل على الحصول على رضاهما بأحسن أسلوب. ويمكنه أن يستعين ببعض ذوي الحكمة ممن يرجو لوالديه أن يقبلا قوله. وليكثر من دعاء الله -سبحانه- ويسأله التوفيق والتيسير.
وإن تزوجك برضاهما على كُره، فلا يؤثر ذلك على صحة الزواج. وإن تيسر زواجه منك، فالحمد لله، وإلا فسلي الله -تعالى- أن يرزقك من هو خير منه. والواجب أن تقطعي كل علاقة بينك وبينه.
والله أعلم.