الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

درجة حديث: من أتى كاهنًا فصدقه... الحديث

السؤال

من أتى كاهنًا فصدَّقَهُ بما يقولُ، أو أتى امرأةً في دبرِها؛ فقد برئَ ممَّا أنزلَ على محمدٍ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ.
الراوي: أبو هريرة. المحدث: النووي.
المصدر: المنثورات للنووي، الجزء أو الصفحة:160.
حكم المحدث: إسناده ضعيف.
ما قولكم في هذا الحديث؟
يقول: ضعيف. وما إسناد الحديث الصحيح في هذا؟ وما مدى صحته؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهذا الحديث رواه أصحاب السنن، والإمام أحمد في مسنده، وغيرهم، بألفاظ متقاربة، وصححه الألباني.

وفي بعض ألفاظه: مَنْ أَتَى حَائِضًا، أَوْ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا، أَوْ كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ؛ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وفي بعضها: مَنْ أَتَى امْرَأَةً حَائِضًا، أَوِ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا، أَوْ كَاهِنًا؛ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وفي بعضها: مَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، وَمَنْ أَتَى امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا، وَمَنْ أَتَى امْرَأَةً حَائِضًا؛ فَقَدْ بَرِئَ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-. وصححه السيوطي والألباني.

وإن كان بعض أهل العلم ضعفه؛ فإن الضعيف يقوى بالمتابعات والشواهد، وتعدد الطرق.

قال العلوي في طلعة الأنوار:

وحيث تابعَ الضعيفَ مُعْتبر فحسنٌ لغيره، وهو نظر

ما لم يكن لتهمة بالكذب أو الشذوذ، فانْجِباره أُبي.

وقال محققو المسند بعد ذكر طرق الحديث، ومن أخرجه: قلنا: وتضعيف أهل العلم هذا الحديث، واستنكارهم له، إنما هو من أجل ورود لفظ التكفير، أو البراءة مما أنزل على النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وإلا فقد ورد في غير ما حديثٍ التغليظُ على من أقْدَمَ على شيء مما ذكر، وجاءت صيغ الترهيب على نحو" "ملعون من أتى"، أو "لا ينظر الله إليه" إلخ.

وقد أشار الترمذي إلى نحو هذا، فقال في "سننه" بعدما خرّج هذا الحديث: فلو كان إتيان الحائض كفرًا لم يؤمر فيه بالكفارة. ومعنى هذا عند أهل العلم على التغليظ. انتهى.

فالأقرب أن الحديث صحيح -كما قال من صححه- وراجع للفائدة الفتويين: 21484، 340282.

وأما إسناد الحديث في سنن أبي داود، فقال: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، ح، وَحَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ حَكِيمٍ الأَثْرَمِ عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: مَنْ أَتَى كَاهِنًا..

وإسناده في سنن البيهقي: أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيّ أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِىٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حكيم الأثْرم عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِىِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: مَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ..

إلى غيرذلك من أسانيده، وأكثرها عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي هريرة..

والحاصل أن الحديث صحيح، كما أشرنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني