السؤال
لما نزل جبريل -عليه السلام- على الرسول صلى الله عليه وسلم في المرة الأولى عندما كان يختلي بنفسه، هل كان نزوله على هيئته الحقيقية؟ وإن كان ذاك، فكيف استوعب الغار -رغم صغره- حجم جبريل عليه السلام؟
وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
لما نزل جبريل -عليه السلام- على الرسول صلى الله عليه وسلم في المرة الأولى عندما كان يختلي بنفسه، هل كان نزوله على هيئته الحقيقية؟ وإن كان ذاك، فكيف استوعب الغار -رغم صغره- حجم جبريل عليه السلام؟
وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالرسول صلى الله عليه وسلم رأى جبريل عليه السلام على صورته الحقيقية مرتين، ولم تكن أي منهما في غار حراء، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: وقد وقع في رواية أبي الأسود، عن عروة، عن عائشة، قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان أول شأنه يرى في المنام، وكان أول ما رأى جبريل بأجياد، صرخ جبريل يا محمد، فنظر يمينا وشمالا، فلم ير شيئا، فرفع بصره فإذا هو على أفق السماء، فقال: يا محمد، جبريل، جبريل، فهرب، فدخل في الناس، فلم ير شيئا، ثم خرج عنهم، فناداه، فهرب، ثم استعلن له جبريل من قبل حراء، فذكر قصة إقرائه اقرأ باسم ربك، ورأى حينئذ جبريل له جناحان من ياقوت يختطفان البصر ـ وهذا من رواية ابن لهيعة عن أبي الأسود، وابن لهيعة ضعيف، وقد ثبت في صحيح مسلم من وجه آخر عن عائشة مرفوعا: لم أره -يعني جبريل- على صورته التي خلق عليها إلا مرتين ـ وبيَّن أحمد في حديث ابن مسعود أن الأولى كانت عند سؤاله إياه أن يريه صورته التي خلق عليها، والثانية عند المعراج، وللترمذي من طريق مسروق، عن عائشة: لم ير محمد جبريل في صورته إلا مرتين، مرة عند سدرة المنتهى، ومرة في أجياد، وهذا يقوّي رواية ابن لهيعة، وتكون هذه المرة غير المرتين المذكورتين، وإنما لم يضمها إليهما لاحتمال أن لا يكون رآه فيها على تمام صورته، والعلم عند الله تعالى. اهـ.
والله تعالى أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني