السؤال
علمت أن الاحتفال بعيد الأم محرم، وقد أخبرت زوجي وأمي، وامتنعنا عن الاحتفال، ولكن جرت العادة أن يجتمع الجميع في منزل والدة زوجي في يوم الأم أو قبله أو بعده بأيام، وعدم ذهابي سينتج عنه مشاكل كثيرة مع زوجي وأهله. فهل لي رخصة في الذهاب مع عدم إقراري بعيد الأم، وعدم نيتي الاحتفال، ولكن درءًا للمفاسد؟ وإذا كان لا يجوز فهل لي أن أدَّعي المرض مثلًا؟ لأن زوجي لن يرضى بعدم ذهابي، خصوصًا وقد حدثت مشاكل كثيرة بيني وبينهم بسبب رفضي الذهاب لأعراسهم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد سبق لنا في فتاوى كثيرة بيان عدم مشروعية الاحتفال بما يسمى عيد الأمّ، وبيَّنا ما فيه من التقليد الأعمى لغير المسلمين، وعدم حاجة المسلمين لمثل هذه العادات.
ولا ريب في أهمية اعتزاز المسلم بدينه واستعلائه بإيمانه عن التبعية لغيره، وقناعته باستغنائه بما شرعه له ربه، وبيَّنه رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ويقينه بأنّه ما ترك بابًا من الخير إلا ودلنا عليه.
لكن إذا كانت أمّ زوجك اعتادت على اجتماع الأسرة في هذه المناسبة، ويغضب منك زوجك إذا لم تذهبي إليها فيها؛ فالذي نراه -والله أعلم- أنّه لا حرج عليك في الذهاب إليهم في هذه المناسبة؛ تجنبًا لما يترتب عليه عدم ذهابك من المفاسد كغضب الزوج وأهله، ولا سيما أنّ بعض أهل العلم المعاصرين يرى أنّ هذا الاحتفال إذا خلا من المعاني الباطلة والمخالفات الشرعية فهو جائز.
وإذا رأيت إمكان زوال هذه المفاسد باعتذارك لزوجك عن الذهاب ببعض الأعذار كالمرض؛ فنرجو ألا يكون عليك حرج في ذلك، مع مراعاة تجنب الكذب، والاكتفاء باستعمال المعاريض والتورية، المبينة في الفتوى: 68919.
والله أعلم.