السؤال
كان عليَّ أكثر من هدي لتفويت أكثر من واجب في الحج والعمرة، جهلًا مني، ولم أعرف هذه الأحكام إلا بعدها بسنين، وأنا طالبة ليس معي مال للهَدْي، ولا أظن أن أبي سيوافق على أن يعطيني مالاً، فهل يسقط عني الواجب؟
وإذا كان كذلك، فأنا الآن مقبلة على فترة الامتياز، وسيصبح معي مال، لكن المبلغ في الامتياز ليس كثيرًا، حوالي: 2000 جنيه مصري، والجنيه المصري قيمته الآن قليلة. فهل يتعين علي ادخار المال؟ أم أنه قد سقط عني الواجب، ولا يهم إذا صار معي مال بعدها؟ ولنفترض أنني أصبحت عاملة، ومعي المبلغ الكافي، فهل يجب علي حينها؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن ترك واجبا من واجبات الحج، أو العمرة جهلًا، أو نسيانًا، فعليه هَدْي، وإن ترك أكثر من واجب تعدد عليه الهَدْي بتعدد الواجبات التي تركها.
وإن عجز عن الهَدْي؛ فإنه يصوم عشرة أيام عن كل هَدْي.
قال الرحيباني في مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى: فمن ترك واجبا ولو سهوا، أو جهلا، لعذر، أو غيره، فعليه دم، بتركه، لقول ابن عباس، وتقدم، فإن عدمه - أي: الدم- فكصوم متعة، يصوم عشرة أيام. انتهى.
وراجعي الفتوى: 484855.
والظاهر من السؤال أنكِ عاجزة عما وجب عليكِ من هَدْي، فعليكِ أن تصومي عشرة أيام عن كل هَدْي لزمكِ بتركِ واجب من واجبات الحج، أو العمرة، ولا يلزمك ادخار قيمة الهدي، أو الانتظار حتى يصبح لديك مال.
والله أعلم.