السؤال
منذ: 30 سنة وأنا لا أصلي، ولا أصوم رمضان، ومنذ: 3 سنوات وأنا متزوج، وأنعم علي ربنا بمولودة، ودائما في قلبي غصة من أنني لا أصلي، ولا أصوم، وبدأت أقرأ القرآن والحديث الصحيح، وكتب العقيدة، وأنا لا أصلي، ولا أصوم، والآن بدأت أصلي، وأقطع، وأصلي، وأقطع، وإلى حد الآن لم أنتظم في الصلاة -ولله الحمد- قد قرأت آية: ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا- وأيضا أعرف أن باب الاستغفار والتوبة مفتوح، وأن رحمة الله -عز وجل- وسعت كل شيء، وأعرف: فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية وأما من خفت موازينه فأمه هاوية وما أدريك ما هيه نار حامية- وأنا متأكد من أن ميزاني خفيف، وأعلم حديث: كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم- أسأل الله الهدى، ومن يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له ..
أرجو الإفادة من إخواني، فماذا أفعل مع: 30 سنة مضت من عمري...؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي منَّ عليك بالهداية، ونسأله سبحانه أن يثبتنا وإياك على دينه حتى نلقاه، وعليك -أيها الحبيب- أن تكثر من الاستغفار، ومن الحسنات الماحيات، فإن الحسنات يذهبن السيئات، وفي وجوب قضاء ما عليك من صلوات خلاف بين أهل العلم بيناه في الفتوى: 128781
وكذا يختار شيخ الإسلام أن من أفطر متعمدا لم ينفعه القضاء، ولم يشرع له، فعلى قول الشيخ فإنك تكثر من الحسنات الماحيات، وتجتهد في نوافل العبادات، وتلزم الاستغفار، سائلا الله تعالى أن يتجاوز عنك، وعلى قول الجمهور -وهو أحوط بلا شك، وأبرأ للذمة- فإن عليك أن تقضي جميع ما فاتك بالتحري، ولبيان كيفية القضاء انظر الفتوى: 70806
والذي نفتي به في موقعنا هو لزوم القضاء، لكن يجوز لك تقليد شيخ الإسلام ابن تيمية، والأخذ بقوله، وبخاصة إذا خشيت أن تعود لترك الصلاة إذا ثقل عليك قضاؤها، وانظر الفتوى: 134759
وعليك -أيها الحبيب- أن تستحضر خطر ترك الصلاة، والصوم، وألا تعاود هذا الذنب العظيم بحال، ويعينك على هذا أن تديم سؤال الله الثبات، وأن تصحب أهل الخير، والاستقامة، وأن تبتعد عن الملهيات، وما من شأنه أن يصدك عن ذكر الله، وعن الصلاة، وأن تستحضر دائما خطر ترك هذه الأركان من أركان الدين، وأنه أخطر، وأعظم من الزنى، والسرقة، وشرب الخمر، وقتل النفس، وانظر الفتوى: 130853
نسأل الله أن يتولاك برحمته، ويثبتك على دينه بمنه وكرمه.
والله أعلم.