الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تنافي بين ارتكاب المعاصي وثبوت محبة الله ورسوله

السؤال

هل يمكن لرجل لا يصلي، وعاق لوالديه، ويرتكب الكثير من الذنوب، أن يكون محبا للرسول صلى الله عليه وسلم؟
وما حكم من اختلف مع شخص في مثل هذه المسألة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيمكن أن يكون ذلك: أي يجتمع حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم في قلب صاحب المعاصي. فلا تنافي بين هذا وذاك؛ بدليل قوله صلى الله عليه وسلم في شارب الخمر: فو الله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله. رواه البخاري.

إلا أن الإصرار على المعاصي وانتهاك المحرمات يخشى على صاحبه من أن يطبع على قلبه؛ فيسلب ما معه.

قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في الفتح في سياق شرحه لحديث شارب الخمر المشار إليه آنفا: وفيه أن لا تنافي بين ارتكاب النهي وثبوت محبة الله ورسوله في قلب المرتكب؛ لأنه صلى الله عليه وسلم أخبر بأن المذكور يحب الله ورسوله مع وجود ما صدر منه، وأن من تكررت منه المعصية لا تنزع منه محبة الله ورسوله.

ويؤخذ منه تأكيد ما تقدم أن نفي الإيمان عن شارب الخمر لا يراد به زواله بالكلية، بل نفي كماله؛ كما تقدم.

ويحتمل أن يكون استمرار ثبوت محبة الله ورسوله في قلب العاصي مقيدا بما إذا ندم على وقوع المعصية وأقيم عليه الحد فكفر عنه الذنب المذكور، بخلاف من لم يقع منه ذلك، فإنه يخشى عليه بتكرار الذنب أن يطبع على قلبه شيء حتى يسلب منه ذلك، نسأل الله العفو والعافية. اهـ.

ولمزيد من التفصيل في هذا الموضوع تراجع الفتوى: 121593.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني