الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز للولد الدعاء على جده الذي يسيء لوالده

السؤال

لدي جدٌّ ظلم والدي كثيرًا. لقد وعده (أقسم يمين طلاق) أنه إذا عمل معه سيعطيه نصف ما يملك. وبعد مدة عندما طالبه والدي بحقه، قال له: ليس لك عندي شيء. ودائمًا ما يقوم بإيذائه وشتمه وإهانته. سمعت منه كلامًا وشاهدت مواقف جعلتني أبكي شفقة على والدي.
فهل يجوز أن أدعو الله أن يهلكه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز لك الدعاء على جدك بالهلاك ونحوه، ولو كان جدك يسيء إلى والدك ويظلمه، فالجد له حق في البر كالأب.

وقد نص ابن حزم في كتابه: مراتب الإجماع على اتفاق أهل العلم على فرضية بر الجد، فقال: وَاتَّفَقُوا ‌أَن ‌بر ‌الْوَالِدين ‌فرض، وَاتَّفَقُوا أَن بر الْجد فرض. انتهى.

وإذا أساء جدك إلى أبيك، فلك أن تأمره بالمعروف، وتنهاه عن المنكر برفق وأدب، ولك أن تدعو الله أن يهديه، ويكف شره عن أبيك.

ولا يفهم مما سبق أن ظلم الجد أو الأب لأولادهم لا إثم فيه، بل الظلم محرم على كل أحد، ويتأكد تحريمه في حق ذوي الرحم؛ لما للرحم من منزلة عظيمة؛ إذ تجب صلتها، وتحرم قطيعتها، وقد قال تعالى: وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا {النساء: 1}. أي اتقوا الأرحام فلا تقطعوها.

وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتاوى: 325975، 250393، 285046.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني