الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من كانت تدمن الإباحية وتصلي بعدها وهي جاهلة بالطهارة

السؤال

أعاني منذ سنوات من إدمان الإباحية، والآن تبت، وأريد أن أعرف هل صلاتي كانت صحيحة أو لا؟ لأنني لم أفوت فروضي، لكني جاهلة في الطهارة، ففي العام الأول كنت صغيرة، ولا أفهم شيئاً، فكنت أتوضأ وأصلي، وبعد ذلك قمت بالبحث، ولم أستطع الفهم، فكنت بعد كل ذنب أتوضأ، وأصلي.
أريد أن أعرف هل أعيد كل صلوات السنوات الخمس، أم ماذا أفعل؟
أرجو منكم المساعدة، وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد قال تعالى في محكم كتابه: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور: 30} وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا {النور: 31}، فيجب على المسلم، والمسلمة غض البصر عما يحرم النظر إليه، امتثالًا لأمره تعالى.

فبادري بالتوبة الصادقة، ولا تعودي لهذه المعصية، وانظري حكم النظر إلى الصور الإباحية، وذلك في الفتويين: 3605، 1256.

أما بخصوص الوضوء بعد الفراغ من مشاهدة تلك المعصية، فإن كنت متوضئة من قبل، ولم ينزل مذي، فإن وضوءك الأول باق، وصلواتك صحيحة، وإن نزل، فلا بد من الوضوء، وقد كنت تفعلينه كما ذكرت.

لكن لا بدّ من تطهير نجاسة المذي، وعن كيفية التطهر منه انظري الفتوى: 50657 ولبيان الفرق بين مذي المرأة ومنيها، انظري الفتوى: 128091.

وعلى افتراض أنك قد صليت بنجاسة المذي جهلاً أو نسيانًا، فإن صلاتك تعتبر صحيحة في أصح قولي العلماء، كما ذكرنا تفصيل ذلك في الفتوى: 123577.

وعلى افتراض أنك خرج منك مني، فلا بدّ من الاغتسال من الجنابة، وتجب إعادة جميع الصلوات التي مضت عليك قبل الاغتسال على مذهب الجمهور، وإذا لم تضبطي عدد الصلوات الباطلة، فواصلي القضاء حتى يغلب على ظنك براءة الذمة، ولا تلزمك الإعادة على مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية. وراجعي المزيد في الفتوى: 125226.

وعن كيفية قضاء الفوائت الكثيرة انظري الفتوى: 61320.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني