الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حديثان لا يصحان عن ليلة الإسراء

السؤال

ما صحة حديث: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مَرَّ ليلة أُسْرِي به على عجوز جانب الطريق، وحين سأل جبريل عن شأنها، قال: إنه لم يبق من عمر الدنيا إلا ما بقي من عمر تلك العجوز؟
وهل النبي -صلى الله عليه وسلم- حين رجع ليلة الإسراء من القدس إلى مكة رأى عِيرًا لقريش، وأخبرهم أنها ستصل في يوم كذا وكذا؟
وجزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالحديثان ضعيفان لا يثبتان.

فالحديث الأول: أخرجه الطبري في تفسيره، قال: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثني يعقوب بن عبد الرحمن الزهري، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، عن أنس بن مالك، قال: لما جاء جبرائيل -عليه السلام- بالبراق إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فكأنها ضربت بذنبها، فقال لها جبرائيل: مه يا براق، فوالله إن ركبك مثله، فسار رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فإذا هو بعجوز ناء عن الطريق: أي على جنب الطريق، فقال: ما هذه يا جبرائيل؟ قال: سر يا محمد، فسار ما شاء الله أن يسير... ثم قال له جبرائيل: أما ‌العجوز ‌التي ‌رأيت على جانب الطريق، فلم يبق من الدنيا إلا بقدر ما بقي من عمر تلك العجوز...

قال ابن كثير في تفسيره: في بعض ألفاظه نكارة، وغرابة. اهـ.

وقال الألباني في الإسراء والمعراج: علته عبد الرحمن بن هاشم، فإني لم أجد من ترجمه. اهـ.

وأما الحديث الثاني: فقد أخرجه أبو يعلى في معجمه قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الوساوسي، قال: حدثنا ضمرة بن ربيعة، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن أبي صالح مولى أم هانئ، عن أم هانئ... وفيه: قالوا: يا مطعم، دعنا نسأله عما هو أغنى لنا من بيت المقدس، يا محمد، أخبرنا عن عيرنا، فقال: أتيت على عير بني ‌فلان ‌بالروحاء قد أضلوا ناقة لهم، وانطلقوا في طلبها، فانتهيت إلى رحالهم ليس بها منهم أحد، وإذا قدح ماء، فشربت منه، فسلوهم عن ذلك، فقالوا: هذا والإله آية، قال: ثم انتهيت إلى عير بني فلان، فنفرت مني الإبل، وبرك منها جمل أحمر، عليه جوالق محيط ببياض، لا أدري أكسر البعير أم لا، فسلوهم عن ذلك، قالوا: هذه والله آية، قال: ثم انتهيت إلى عير بني فلان في التنعيم، يقدمها جمل أورق، وهاهي ذه تطلع عليكم من الثنية، فقال الوليد بن المغيرة: ساحر...

قال الذهبي في تاريخ الإسلام: حديث غريب، ‌الوساوسي ‌ضعيف تفرد به. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني