السؤال
سمعتُ أن الصلاة تُذهِب السيئات، فصلاة الظهر تمحو السيئات التي فعلت بعد صلاة الفجر، وهكذا، فلو فعلت أي معصية، فهل سوف تغفر ما دمتُ أصلي؟
سمعتُ أن الصلاة تُذهِب السيئات، فصلاة الظهر تمحو السيئات التي فعلت بعد صلاة الفجر، وهكذا، فلو فعلت أي معصية، فهل سوف تغفر ما دمتُ أصلي؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنّ ما سمعته صحيح، لكنه خاصّ بصغائر الذنوب؛ فإن الصلوات الخمس تكفِّر الصغائر التي تقع بينها، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفِّرات ما بينهنّ إذا اجتنب الكبائر.
قال النووي في المجموع: وفي معنى هذه الأحاديث تأويلان:
أحدهما: يكفّر الصغائر؛ بشرط ألّا يكون هناك كبائر.
فإن كانت كبائر؛ لم يكفِّر شيئًا -لا الكبائر، ولا الصغائر-.
والثاني، وهو الأصح المختار: أنه يكفِّر كل الذنوب الصغائر، وتقديره: يغفر ذنوبه كلها إلا الكبائر. انتهى.
فهذا المحو يكون للصغائر، غير أنه لا ينبغي الاستهانة بها؛ اتّكالًا على تكفيرها بتلك الأعمال الصالحة، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن احتقار الذنوب، وبيّن أن الصغائر تجرّ إلى الكبائر، فقد روى الإمام أحمد عن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياكم ومحقِّرات الذنوب، فإنما مثل محقِّرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن وادٍ، فجاء ذا بعودٍ، وذا بعودٍ؛ حتى جمعوا ما أنضجوا به خبزهم، وإن محقِّرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه.
وعن خطورة المعاصي ومفاسدها، انظر الفتوى: 206275.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني